×
محافظة المنطقة الشرقية

مونيكا نحست باريس

صورة الخبر

المسؤول هو الشخص الذي يناط به عمل أو مهمة.. وهو من يكون عرضة للمساءلة في حال فشلت المهمة.. وعليه أن يقدم تبريرا أو تفسيرا لهذا الفشل وليس أحد سواه. من هنا لا بد للمسؤول أن يكون عاقلا، ومن هنا لا يكون الطفل أو المجنون مسؤولا، وأن يكون قادرا، ومن هنا فالعاجز لا ينبغي أن يتحمل مسؤولية ما يعجز عنه. فالطفل عاجز عن أن يكون مسؤولا عن التدريس أو إدارة المدرسة.. ولذا فليس علينا أن نلوم الطفل إذا فشل في المهمة المناطة به. باختصار، المسؤول ما دام عاقلا قادرا فهو الجدير باللوم متى ما كان هناك خلل أو فشل. ومن الواضح أن هذا التعريف يجعل كل شخص عاقل راشد مسؤولا بشكل أو بآخر. ولكن المسؤولية نوعان: المسؤولية الخاصة (مسؤولية الطالب تجاه دراسته، والوالدين تجاه أولادهم) والمسؤولية العامة وهي مسؤولية الموظف العمومي. فالموظف سواء أكان وزيرا أو معلما أو طبيبا هو مسؤول عام لأن المهمة التي يقوم بها تمس مصالح عموم الناس. ومن هنا فإن المسؤولية العامة أشد وطأة وعبئا من المسؤولية الخاصة. لنأخذ مثلا على مسؤول عام.. ولنقل مدير مستشفى. ما معنى كونه مسؤولا؟ الجواب المباشر أنه هو الوحيد الذي سنلقي باللائمة عليه إذا ما حدثت مشكلة في أداء المهام. وحتى لو كانت المشكلة قد حدثت على يد موظف صغير فإن المدير العام هو المسؤول الأول أمام الناس. أما الموظف الصغير فهو مسؤول أمام المدير العام ولا علاقة للناس به. هكذا هي طبيعة المسؤولية العامة والنظام البيروقراطي الذي تظهر فيه. على المدير العام أن يختار الموظفين الأكفاء الذين بدورهم يختارون موظفين أكفاء.. وهكذا. وهي سلسلة هرمية في النهاية ورأس الهرم هو المسؤول الأول عن قاعدته. ما هي أخلاق المسؤولية؟ ما هي الأخلاق التي يجب على المسؤول التحلي بها؟ أنا كمواطن لا يهمني أن يكون المسؤول كريما أو بخيلا، قبيحا أو جميلا، مؤمنا أو غير مؤمن.. فهذه صفات شخصية لا تؤثر على العمل. ما يهمني ببساطة هو أن يكون ماهرا في عمله، أمينا في مهمته، متواضعا (ولو رغما عنه) مع المواطنين، وأن يجعل خدمة المواطن هي غايته. المهارة، الأمانة، التواضع. هي أبرز أهم الأخلاقيات التي ينبغي للمسؤول التجمل بها. المهارة صفة العلم والخبرة. والمسؤول يجب أن يكون ضليعا بما أنيط به.. وإلا فهو عاجز وغير مسؤول. وأما الأمانة فهي قلب الأخلاق البيروقراطية. وإذا فسد القلب فسد كل شيء. والأمانة تتنافى مع السرقة والاختلاس والواسطة والنفاق الاجتماعي. فإذا اختلس الموظف أو جعل الدائرة الحكومية محلا له ولأهله وأصدقائه فقد صار عرضة للوم (أي تسقط عنه المسؤولية). أما التواضع فهو ما يجعل المسؤول جميلا في أعين الناس. والتواضع إذا توفر لدى المسؤول صار سهلا عليه أن يكون أمينا. وقلما بل نادرا ما تفترق الأمانة والتواضع. فالمسؤول الأمين دائما ما يكون متواضعا.