من المتوقع أن تشتد سرعة الرياح السطحية في أجواء المنطقة الشرقية اليوم الأربعاء -بإذن الله-، وتحرك عاصفة ترابية عنيفة تؤدي إلى انخفاض كبير في مدى الرؤية الأفقية في مناطق واسعة وربما انعدامها، وخصوصا في الطرق السريعة بين المدن والمحافظات والأماكن المكشوفة، حيث يتكون منخفض جوي شمال المملكة مترافقاً مع كتلة هوائية باردة، مؤديا إلى نشاط كبير للرياح الشمالية الغربية والغربية، وتساعد على حدوث تفاوت كبير وانخفاض في درجات الحرارة، وتضرب العاصفة المناطق الشمالية ثم تنتقل إلى بقية المناطق بشكل سريع، حيث تكون الأجواء مغبرة بكثافة في مناطق واسعة تشمل الحدود الشمالية والوسطى وأجزاء من الغربية، ويشير خبراء الطقس إلى احتمال سرعة عالية جدا للرياح قد تتجاوز 50 كيلومترا في الساعة، ثم تنحسر العاصفة غدا الخميس بشكل نسبي، مع استمرار طقس الغبار والعوالق الترابية في الساحل الشرقي. وبحسب الفلكيين، فإن الفترة الحالية من فصل الربيع توافق موسم الحميمين، حيث يدخل موسم الحميم الثاني (طالع المقدم) اليوم الأربعاء مصحوبا بهبوب الرياح المثيرة للغبار، ويمثل المنزلة الثالثة بفصل الربيع، وفيه عنف التقلبات الجوية وتغيرات في درجات الحرارة ضمن مقدمات السرايات ومراويح الصيف، والتي تنشأ عنها السحب والعواصف الرعدية السريعة وتغير اتجاهات الرياح بين السكون والعاصف، وتنزله الشمس ظاهريا في بداية أبريل حتى منتصفه، ويتكوّن موسم الحميمين من (سعد الأخبية) و(المقدم)، وتنشط فيه عادة الرياح المحمّلة بالغبار والأتربة والعواصف، وتتقلب الحرارة من يوم إلى آخر، ويكون الفرق الحراري بين العظمى والصغرى كبيرا، الأمر الذي يجعل الأجواء غير مستقرة، حتى يتمايز فصل الصيف الفعلي بانتهائه في منتصف الشهر الجاري، وتسود الرياح الجنوبية أو الجنوبية الشرقية الدافئة، ثم تعقبها آخر نسمات الربيع، ويأخذ النهار بالزيادة؛ لأن الشمس تنطلق باتجاه الشمال استعداداً لموسم الصيف الفعلي الحار، وهو ما يجعل أشعة الشمس تقترب من التعامد. من جهته، أوضح البروفيسور علي عشقي خبير البيئة والطقس أن موجة الغبار الحالية تعد طبيعية جدا في هذه الأيام، باعتبارها ضمن الموسم الربيعي الذي يتزامن مع تقلبات الرياح وبالتالي عدم استقرار الأجواء. وأضاف: إن موجة الغبار سوف تكون مستمرة خلال الأسبوعين القادمين -بإذن الله- ولكن بشكل متفاوت، ولذلك علاقة بحركة المنخفض الجوي المتوسطي، وهي احوال جوية تتكرر موسميا في الربيع، وقد تكون متغيرة هذا العام بنسبة طفيفة متأثرة بالاحتباس الحراري والتقلب المناخي في الكرة الارضية بشكل عام، بما يعني بعض الزيادة في حدة العواصف الغبارية، ونحن في هذه الحالة جزء من منظومة المناخ السائد عالميا.