×
محافظة حائل

تكليف "الحمالي" بوكالة جامعة حائل

صورة الخبر

قرأ الكاتب اللبناني المقيم في لندن، خليل رامز سركيس نص المحاضرة التي كانت ألقتها الكاتبة باسكال لحود في الجامعة الأميركية - بيروت وعنوانها «فلسفة العلوم بتوقيت بيروت»، وكان له رأي فيها كتبه في رسالة وجهها عبر «الحياة» إلى الكاتبة، وهنا نصها: بسكال الغالية العزيزة، أكثرُ ما يعجبني في كتاباتك هو أني أقرأ، بين سطورها، مغامَرةَ سَفَرٍ في جغرافيّةِ مَداه المشرقيَّ اللهجة لساناً وحريّة بيان. سفَرُك، هذا، هو إلى آفاقِ تراثٍ أَرْزيِّ الجذور، غَدَويِّ الطموح، تُشْرف رؤوسُ جباله على بحر انفتاح يطوي مراحل من التاريخ في نهجٍ صحراويِّ الذاكرة من غير انقيادٍ له وضياعٍ فيه. مغامَرة؟ سَفَر؟ جغرافيا؟ تاريخ؟ إذاً مسكونيّةُ حضارة تختصرها أبجديّة المحاضَرة (بسكال لحود، عنوان المحاضرة "فلسفة العلوم بتوقيت بيروت"، ألقتها في الجامعة الأميركية في بيروت) بأغنى معانيها، فيؤدّيها ببراءةِ مقاصدها قلمٌ عفويُّ الأصالة، موضوعيُّ الشجاعة، متفائلُ الشباب. قلمٌ لا يني يسائل الأعماق إلى أين؟ متى؟ كيف؟ لماذا؟ إلى آخِر ما هنالك، في كونيّات العولمة، من حواريّات الإغريق وما تّقدَّمها وما تلاها من أجيالِ ابتكارٍ عبقريِّ الإنجاز في سخاءِ ماهيةٍ وحقيقةِ وجود يحبّ الحياة ويروّيها فلا ترتوي، أو تكاد. والأظهر أن مَوهبة الكتابة، عندك، سَرُّ قلم لو لم يتنفَّس في كلّ لحظةٍ شخصُه وينبضْ نصُّه، لأَسلمَ الروح، فرقدَ على غير مرتجى قيامةٍ عبْرَ الكلمة البكْر أشكالاً وأحوالاً. العزيزة بسكال، ليطمئنَّ القارئُ الصديق: لن أفشي أسرار محاضرتك، بل أَدَعه ينهل من غِنى ينبوعها ما طاب له أن يفعل، فيوغل في طبقات أرضها وسمائها يكشف أسرار معجزاتها، أو بعضاً منها في الأصح، لعلّه يفصح عمّا لا بدَّ من الإفصاح عنه بَعْد مجهودٍ عصيِّ المرتقى، جدّليِّ الحدود- والأخطار- شرقاً وجنوباً إلى غرب وشمال، وقى الإلهُ لبنان منها حيال ما يهدِّده من زلازل وبراكين. أمّا بَعْد هذه السياحة حوْل فلسفيّات محاضرتك، فإني أنتقل، في بعض الختام، إلى فحْوى مضمونها، لا لكي ألخِّصها، ولكنْ أرادةَ أن أتقلَّب في موحياتِ موضوعها، فألبّي الرغبة في أن أذكر لك ولسواك أيضاً، أن قراءتي لها ألهمتْني، من غير أن تميل بي عن جوّ الموضوع، جُلَّ ما في رسالتي، هذه، من قدْر لعملك في خدمة الثقافة إرساءً لها في صميم المعرفة على مستوى الإنسان. ذلك بأن عنوان المحاضرة يومئ إلى إجمالِ مضمونها، وقد أوردتِ فيها تطوّر مفهوم العلوم وحدوده وعلاقته بالفلسفة عند كلّ من كمال يوسف الحاج، ورينيه حبشي، وناصيف نصّار، وبولس الخوري- أجَلْ إن عنوان محاضرتك يوحي لمن يسبر عمقها أن المعرفة، بأوفى مقاصدها، عند فلاسفتنا الأربعة، وعند سواهم، قد استطاعت أن ترأب كثيراً من أسباب التصدّع في النزاع بين حضارةِ الشجرة ومَدَنيّةِ المختَبرْ. فأدَّت ما لعله يساعد على تعزيز العمل من أجْلِ وحدة المعرفة في معظم الميادين. فلم تبقَ الثقافة الإنسانيّة الشاملة وثقافة العلوم الصحيحة المتكاملة تضطرب أجيالهما في ما نشأ عنها من أزماتِ انشقاق منذ أفلاطون القلب إلى أرسطو العقل، ومَنْ قبْلهُما ومَن بعْد على تلاحقِ مراحل الماهيّة والوجود في مدى المقامَيْن العامّ والخاصّ، ملءَ مسكونيّة الكون وانتشاره أرضاً وسماءً وبَيْن بَيْن. لكنْ أحقاً يَصدق الحلم، فيتهيّأ لواحدنا أن يكون بالقوّة وبالفعل فيقول: آمنتُ بالعقل في خدمة العِلْم إيماني بالعِلْم في خدمة الإنسان؟ آداب وفنون