صنعت ألمانيا مجدها الكروي في فترة زمنية أقصر من باقي المنتخبات العالمية، فهي التي غابت عن أول مونديال 1930م ومنعت من المشاركة في 1950م بسبب الحرب العالمية التي أشعلتها، وبعدها تفرّغت ألمانيا لصناعة التاريخ فتطوّرت في كافة الاتجاهات، وجاء إنجاز 1954م بحصولها على كأس العالم جزءًا من نجاحاتها في شتى المجالات، فألمانيا الصناعات المتقدّمة وهي بالمختصر المفيد تعني «الجودة». والفكر الألماني هو من قاد القارة العجوز إلى السوق الأوروبية المشتركة -بعد دمارها في الحرب العالمية- والتي انتهت إلى الاتحاد الأوروبي الحالي. أمّا في كرة القدم فأكبر خصوم الألمان هم من أنصفوها «الإنجليز والفرنسيون»، فهدّاف إنجلترا الشهير غاري لينيكير يقول: «كرة القدم لعبة بسيطة، 22 لاعبًا يتنافسون على الكرة لمدة 90 دقيقة، وفي نهاية المطاف فإن الألمان يفوزون دائمًا»، وأسطورة فرنسا رئيس الاتحاد الأوروبي ميشيل بلاتيني يقول: «متى شارك الألمان بمستوى متواضع بلغوا النهائي وإن كانوا جيدين فازوا بالكأس»، وأبلغ الإنصاف عندما يأتي من المنافسين، فألمانيا فازت بـ3 كؤوس عالم 54، 74، 90 والمنطق يقول حان الموعد الجديد، والواقع عكس ذلك، كما أنّها سيّدة القمة الأوروبية بـ3 بطولات قارية، وهي أكثر منتخبات العالم وصولاً للنهائيات عالمية وقارية، ومدرسة كروية مستقلة.. أداء عملي تجاه المرمى مغلف بالثقة والإصرار ولا يعرف اليأس وكما يقولون «المستحيل ليس ألمانيًا» ففي أكثر من مناسبة سجّل الألمان أهدافًا قاتلة. وقدّمت الكرة الألمانية نجومًا كبارًا في مقدّمتهم القيصر فرانز بيكنباور الذي حمل كأس العالم لاعبًا ومدربًا في إنجاز فريد لا يشاركه فيه إلا البرازيلي زاغالو، وتضم القائمة رومينغيه وبرايتنر وهونيس وغيرد مولر وهانزي مولر وليتبارسكي وماجات وشتيليكة ولوثار ماتيوس وأندرياس بريمة ويورغن كلينسمان وأوليفر بيرهوف وقمّة الحراسة فيكفي أن نشير للثنائي سيب ماير وخليفته هارالد شوماخر. وفي مونديال 2010 عادت ألمانيا قوية فصعقت إنجلترا برباعية «بالتخصص» وألحقت بها الأرجنتين بالنتيجة ذاتها، ولكنها عادت وخسرت أمام إسبانيا وغادرت المونديال من نصف النهائي للمرة الثانية على التوالي، وفي تلك البطولة كانت مرشّحة بقوّة وخسرت على عكس العادة، وواقع الكرة الألمانية الحالي بقيادة المدرب لوف ليس مقنعًا لانتزاع الكأس من البرازيل فالخيارات الهجومية محدودة والأداء مهتز ورتيب، واعترف المدرّب بالمشاكل المتعددة وإن كان لوف يعتبر أحد هذه المشاكل فهو يبحث عن المتعة ويخسر النتائج عكس النظرية الألمانية ويتوجّس خيفة من المواجهات الكبرى كما فعل بتصريحه الشهير قبل لقاء إسبانيا 2010، وميزة الألمان الإبقاء على المدربين فخلال 48 عامًا درّب منتخب ألمانيا هيربيرغر وهيلموت شون وجوب ديرفال، وفي تاريخ الكرة الألمانية تعاقب على تدريب المنتخب 10 مدربين فقط فهل تكون 2014 وداعية ليواخيم لوف أم بطولة ليست في الحسبان؟.