مشاعل الرشي تعاني النساء السجينات في السجون العامة ( 30 عاماً فما فوق) أو في دار رعاية الفتيات ( دون 30عاماً) من التهميش في حال رفض أولياء أمورهنً استلامهم بعد انتهاء محكومياتهنً ، يودعنً السجن أو الدار أما لارتكابهنً جرائم جنائية أو بسبب تصرفات غير أخلاقية قمنً بها جعلتهنً في قبضة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو قد تقبض عليهنً الشرطة لمطالبتهنً بحقوق لهنً بطريقة سلمية أو لخلافات عائلية مع الأهل أو الزوج أو بسبب تعرضهنً للظلم والعنف منهم مما دفعهنً للفرارليجدوا أنفسهنً في السجن كمجرمات عليهنً المكوث لعدة سنوات محسوبة من أعمارهنً بهدف تأهيلهنً نفسياً واجتماعياً ، لاعادتهنً مجدداً لنفس المصير في حلقة مفرغة تستهلك المال والوقت والجهد دون احدث أي نتيجة من شأنها حل المعضلة. عند انتهاء محكوميات السجينات لا يخرجنً للحياة مجدداً الا بموافقة ورضا أولياء أمورهنً ، وعليهم القدوم لاستلامهنً شخصياً بغض النظر عن عمر السجينة ؛ فالأنظمة والقوانين تتعامل معهنً كقاصرات ، ولا تعتد بهنً كمواطنات كاملات الأهلية لهنً حق الحياة ، وحق الانصاف ، وحق الحرية ، وحق الاختيار ، وحق تحديد المصير ، وحق الاستقلالية. الموروث الاجتماعي العنصري الذي يميز بين الذكر والأنثى في الثواب والعقاب ، والذي يدفع بعض الأسر المتأثرة به للعفو عن الرجل المذنب ، ومعاقبة المرأة المذنبة عقوبة تتجاوز حجم الخطأ ، وقد تحرم في أحيان كثيرة من الحياة ، وكأنها ليست انسانه معرضة للخطأ والصواب مثل غيرها من البشر ، عليها دائماً أن تحسن التصرف ، وتتحمل جميع أصناف العذاب دون أن تشتكي أو تترك المنزل بحثاً عن ملجأ آمن.لذك ترفض بعض الأسر استلام بناتهنً من دار الرعاية بالتالي يمكثنً فيها لأجل غير معلوم ، لأن الأهل يرون انهنً مذنبات ، وان تمت معاقبتهنً ، فخطأ الفتاة لا يغفر، وخطأ الفتى يمحى . لقد ساوى الله عزوجل بين المرأة والرجل في الثواب والعقاب ، ولم يفرق بينهما ، ولكن للأسف بعض الأنظمة والقوانين المستمدة من ثقافة المجتمع ترسخ التمييز، ولا شك أن هذا ظلم عظيم لا يرضي الله ورسوله . يجب أن لا تتماشى القوانين مع تخلف المجتمع ، فالغاية من القانونغاية عملية نفعية واقعية لضبط سلوك الأفراد ، وتنظيم حياتهم ، وحماية حقوقهم ، وضمان سلامتهم ، ومعاقبة كل متجاوز بغض النظر عن جنسه بشكل عادل بدون تمييز وبدون تحيز سعياً لتحقيق العدالة ، والحفاظ على الأمن والاستقرار في المجتمع . تقوم بعض دورالرعاية أحياناً بتزويج الفتيات من رجال معددين طاعنين بالسن أو مصابين بالأمراض لاخراجهنً من الدار ، وتقبل بعض الفتيات بذلك رغبة في الحياة ، لتنصدم لاحقاً أنها خرجت للموت ، فرت من نار السجن الى نارالزوج المسن. يجب على الجهات المعنية الغاء شرط استلام أولياء الأمور للسجينات الراشدات لخروجهنً للحياة ، ويجب على وزارة الشؤون الاجتماعية بالتعاون مع الجمعيات الخيرية والمؤسسات الاجتماعية تأهيلهنً للعمل عبر ادخالهنً دورات تدريبية وبرامج تعليمية توفر لهنً فرص عمل مناسبة تمكنهنً من العيش بكرامة في مسكن آمن داخل الوطن ، فكم من امرأة سعودية ماتت قبل الموت بسبب أعراف اجتماعية ظالمة ، وانتقلت من سجن الى سجن آخربسبب أنظمة وقوانين عنصرية ، لكونها فقط خلقت أنثى في مجتمع ذكوري يعاملها كمتهمة وهي بريئة ، ويحكم عليها بالاعدام اذا اخطأت وهي حية. لنعيش في مجتمع آمن لابد من محاربة الأفكار الظلامية ، وصياغة الأنظمة والقوانين على أسس صحيحة عادلة تعامل المرأة كمواطنة كاملة الأهلية