نقرأ كثيرًا، ونسمع قصصًا أكثر عن (الابتزاز) والسؤال: كيف تتم عملية الابتزاز؟ ومن المُتسبب بها؟ ولماذا يصب جام الغضب على الشاب دون الفتاة حتى لو كان دورها أساسيًّا وليس ثانويًّا؟ هل نحن مُجتمع ذكوري إلى هذه الدرجة، بمعنى أن الرجل هو صاحب الفضل في كل شيء، سواء سلبي أم إيجابي، هو المُذنب وهو المخطئ، وهو أيضًا المُصيب وهو الحاكم، والقاضي الآمر الناهي وهو صاحب القضايا ومَكمَن الحل والربط؟ هل الأخطاء لا تقعُ إلا من الرجل، هل أصبحنا مجتمعًا ذكوريًّا حتى في أخطائنا يتحملها دون شقيقته (نصف المجتمع الآخر)..؟! ماذا لو كان طيبًا وكانت الأُنثى من اللاتي (مكرهن عظيم)؟ ماذا لو أغوته وأغرته (أو ليست الغواية مذكورة في الدين)؟ ماذا لو قدمت له كل الإغراءات ومِن ثم (تلبّس) في الفخ ووقع في المصيدة كيف يكون موقف معالجي القضية؟ أم أنهم لا ينظرون إلى هذه المقاييس بالمنظور الشرعي ولا الإنساني ولا حتى العقلي؟! دعونا نكون منصفين قليلًا -ونتفق معًا- أن المذنب يجب أن يأخذ عقابه أيًّا كان رجلا أم امرأة (متفقين؟؟). طيب.. لو كان الذنب وقَع من المرأة والابتزاز من المرأة.. لماذا تكون القضية على الرجل -ذلك الشاب- ونحيله للمحاكمة، ونُحيل الفتاة إلى أهلها دون التثبّت من القضية، وجميع أطرافها والأدلّة التي تسببت في عملية الابتزاز.. لماذا نتسرّع في الحُكم ولا نتبيّن مُسببات القضية..؟ (أنا ضد الابتزاز قولًا وفعلًا ومع العقوبات الصارمة)، لكنني هنا أتحدث بواقعية ومنطق.. حيث نلاحظ أن أغلب قضايا الابتزاز يصيب الرجل دون المرأة..! أتمنى من كُل قلبي، أن نكون مُجتمعًا خاليًا من الشوائب نظيفًا في التعامل مُتحابين في الله.. نبني وطنًا شامخًا، بعيدين عن الإسفاف وانحطاط الأخلاق، وأتمنى أن أرى مُجتمعًا راقيًا في تعامله؛ لا ينظر الشاب إلى الفتاة، إلا نظرة أُخت، والعكس تمامًا، لا نظرات فريسة وذئاب!! ومع الأسف قد تكون مغروسة لدى البعض من جراء (بعض) التعاليم والدروس وزرع الخوف مُنذ نعومة الأظفار، ولو زرعنا الحُب والتسامح ، واحترام الآخر وخصوصياته، ورغباته ، لما وصل بنا الحال إلى هذه الدرجة، ولما رأينا ربما الابتزاز وعالمه، ولكنها مع الأسف تربية ونماذج ووصايا فُرضت على المجتمع، فترعرع عليها وأضحينا بين ليلة وضحاها نجني ثمار ما غرسوا! ختامًا.. أتمنى أن تختفي لغة الابتزاز بجميع أنواعها من مجتمعنا.. سواء ما يتعلّق بالعلاقة بين المرأة والرجل أو حتى ابتزاز التُجار للمُستهلكين.. واختفاء ابتزاز بعض الأزواج لزوجاتهم أو العكس.. وابتزاز البعض للشباب باسم الدين، وجعله ذريعة، وهذه مصيبة كُبرى وخيانة للوطن والدين معًا..! دمتم بخير،،، رابط الخبر بصحيفة الوئام: صالح المسلّم يكتب :الابتزاز.. مَن يبتز مَن؟؟