انقطع سيل الرسائل الاسبوعية (يوم الجمعة)، وشبه اليومية التي كنت أتلقاها من الشخص الذي اعتاد على الدعاء عليّ وسبي بشكل منتظم من خلال رسائل هاتفية (SMS)، والتي تعودت أن أتلقاها منه بشكل منتظم، دون أن يترك اسماً ولا رقم هاتف معروف، واعتبرتها من جهتي تكفيراً لذنوب كثيرة يتحملها عني بدعائه المستمر دون ما سند أو سبب أعرفه .. حيث أتلقى كلماته بدعاء أقول فيه: [[اللهم اجز صاحب هذه الرسائل كل خير .. واجعل كل حرف من كلمات رسائله إلي في ميزان حسناتي]] *** ولقد تساءلت مع نفسي بعد انقطاع سيل الرسائل: عسى المانع خيراً ؟ ورجوت أن يكون (أو تكون .. من يدري) بصحة جيدة وأن لا يريه/أو يريها الله مكروهاً ... فقد أصبح حاله معي – مع فارق التشبيه بالطبع - مثل حال أبي حنيفة رضي الله عنه مع جاره الإسكافي الذي يعمل نهاره أجمع فإذا جنّه الليل، رجع إلى منزله بلحم وسمك فيطبخ اللحم ويشوي السمك فإذا دب فيه السُّكر أنشد: " أضاعوني وأي فتى أضاعوا ... ليوم كريهة وسداد ثغر". ولا يزال يشرب ويردد البيت إلى أن يغلبه السُّكر وينام. *** وكان الإمام أبو حنيفة يصلي الليل كله، ويسمع حديثه وإنشاده ففقد صوته بعض الليالي فسأل عنه فقيل: أخذه العسس منذ ثلاثة أيام وهو محبوس فصلى الإمام الفجر وركب بغلته ومشى واستأذن على الأمير فقال أئذنوا له واقبلوا به راكبا حتى يطأ البساط فلما دخل على الأمير أجلسه مكانه وقال ما حاجة الإمام فقال لي جار إسكافي أخذه العسس منذ ثلاثة أيام فتأمر بتخليته فقال نعم وكل من أخذ تلك الليلة إلى يومنا هذا ثم أمر بتخليته وتخليتهم أجمعين فركب الإمام وتبعه جاره الإسكافي فلما وصل إلى داره قال له الإمام أبو حنيفة أترانا أضعناك، قال لا بل حفظت ورعيت جزاك الله خيراً عن صحبة الجوار ورعايته ولله علي أن لا أشرب بعدها خمراً فتاب من يومه ولم يعد إلى ما كان عليه. *** لا أدري بالطبع مدى صحة هذه القصة ولكنها تُروى كدلالة على أخلاق العلماء، وقربهم من الناس، ورحمتهم لهم .. فهم قدوة لنا نقتدي بها ... وقدوتنا الأولى هي بالطبع الرسول صلى الله عليه وسلم الذي كان مجموعة من المُثل والأخلاق العُليا تمشي على الأرض. ومن بين صفاته وأخلاقه وسيرته الذكية، كان عليه الصلاة والسلام لا يقول هُجرا ولا ينطق هذراً. وما أكثر قول الهجر والهذر عندنا، وما أكثر الماجنين والسبابين، وهو ما يوجب علينا الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم والتأدب بأدبه في الكتابة والقول وتجنب الهجر والسب واللعن؛ ولذلك كان أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قمة الأخلاق في هذه الأمة كما كان نبيهم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ لأنهم تأسوا به. فليتنا نحرص على الاقتداء بآثارهم والتخلق بأخلاقهم. نافذة صغيرة: [[لا يحمل الحقدَ مَن تعلو به الرتب *** ولا ينال العلا مَن طبعه الغضب]] عنترة بن شداد nafezah@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (6) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain