البلورة التي تتعرض لها اللغة العربية من إهمال على الطريق الذي يمشي فيه مجتمعنا العربي بالأشخاص أنفسهم، فالفكر الجديد هو عبارة عن تحديد وإيقاف للمفاهيم والقيم التي أوقفها جميع الإخوة العرب لأنفسهم. ومن هنا أصبح فكرنا هو فكر مستنتج وليس منتجاً لأننا ابتعدنا كل البعد عن ديننا وحضارتنا وأخلاقنا والأسس الرئيسة التي هي مستخرجة من كتابنا القرآن الكريم. ولا ننسى أننا مع قدماء أجدادنا تحت المجهر وعاداتنا وحضارتنا التي وضعناها تحت يد الغرب. من هنا أصبح لدينا المشكلة والحل؟ نحن بعيدون كل البعد عن التطور والصناعة للكتاب العربي وأصبحنا نأخذ كل ما نريده من الغرب برغم أنهم هم الذين يراقبوننا ولكن نحن في الوقت الراهن من نتعلم منهم. ولكن في الباطن هم الذين يأخذون دستورنا وإسلامنا وقرآننا ويتعلمونه، وأصبحنا متأخرين بكل شيء وهم سبقونا بكل شيء وبأحرى همشونا ونحن من همش نفسه ولم يصبح لدينا لا دستور ولا مبدأ. لا نريد أن نقلل من أهمية صناعة الكتاب العربي لأننا نعرف مدى المشاكل التي تواجههم من فكر ومراقبة ودراسة منهم للأفكار. ولكن الغرب بدون تعميم لم ولن يصلوا إلى أفكارنا العربية لأننا وضعنا بقوقعة الجهل والإرهاب وعدم المسؤولية، فبنظرهم هم الذين ينتجون لنا الأفكار والإبداعات ونحن لسنا إلا المستخدمين المهمشين بالنسبة لهم. وليس ما لدينا من ثروات فكرية إلا وهي تحت مجهرهم وفكرهم وعلمانيتهم فنحن من وضعناهم في واقع السيطرة المبرمجة ونحن من يريدهم ويريد أفكارهم ولغتهم وبرامجهم فأصبح الكتاب العربي ليس له أهمية لهم إلا بالمراقبة. لا نريد أن نظلم الإبداعات العربية في الوقت الراهن لأن الإبداعات هي محجمة وضمن نطاق أصحابها وما حولهم من مجتمع ودولة. وليس لدينا تعاون فكري متكامل أي أن الإبداع موجود والأشخاص كذلك ولكن يغيب عنصر الدولة والدبلوماسية في إيصال الفكر، فالإعلام ليس له توجه للأشخاص المفكرين والمبدعين إلا في حال انتقالهم إلى الموت وحتى في حالة الموت فأكثرهم منسيون وصناعتهم منسية. التوجه الإعلامي في مجال الإنترنت وأسواق العالم في كل مجالات المبيعات معدوم ومن هنا أصبح لدينا عدم وجود في مواقع التواصل الاجتماعي الداخلية والخارجية والإعلامية. نحن فقراء في مجال التسويق والمبيعات للمبدعين العرب والمفكرين ولا نستطيع التسويق لهم وحتى لم نفكر في يوم من الأيام في مجال التسويق أو الإبداع في مبيعاتهم نحن أوقفنا تطوير لغتنا وأفكارنا وإيصالها إلى العالم الداخلي والخارجي ومشغولون بحل المشاكل التي نحن من وضع نفسه داخلها.