حذر الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي عام السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء، من أكل الأموال العامة, والتحايل على أهلها بأي حيلة كانت، سواء بعقود باطنة أم ظاهرة، واصفا ذلك بأخذ الأموال بغير حق، وأن هذا من الغلول. وقال آل الشيخ: "إن التعدي على الأموال العامة بسرقتها أو التحايل عليها بمقاولات غير منفذة على الوجه المطلوب، وبعقود باطنة تتلاعب بالناس حتى تنتهي إلى مقاول أضعفهم وأقلهم إنتاجا, فليتقوا ربهم ويعلموا أن الأموال العامة حرام التعدي عليها بغير حق ويعذب بها صاحبها في قبره إلى قيام الساعة". وأشار مفتي السعودية خلال خطبته للجمعة في جامع الإمام تركي بن عبدالله في الرياض أمس، إلى أن الكذب من كبائر الذنوب، ومن أخلاق المنافقين إذاعة الكذب والشائعات والأراجيف, وهي من المصائب العظيمة. وقال آل الشيخ: "إن القبر أول منازل الآخرة ولنعمل له عملا صالحا, فالأعمال الصالحة من فعل الواجبات وترك المحرمات، وأن لعذاب القبر أسبابا ومن عذابه السعي بالنميمة، حيث يعذب النمام في قبره بذلك، مشيرا إلى قول النبي عندما مرّ - صلى الله عليه وسلم - بقبرين، فقال: إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير؛ أما أحدهما فكان لا يستتر من البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة، ثم أخذ جريدة رطبة فشقها نصفين، فغرز في كل قبر واحدة، فقالوا: يا رسول الله لم فعلت هذا؟ قال: لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا. فانظر أخي المسلم إلى النميمة والعذاب السيئ الذي يجعل عذاب الله يطاله، ولذلك قال - صلى الله عليه وسلم: لا يدخل الجنة نمام، فالنمام يعذب في قبره على قدر نميمته". وأشار إلى أن المسلم إذا أحاط نفسه بالأعمال الصالحة من صلاة وزكاة وصوم وأعمال خير خففت عنه عذاب القبر، منوها إلى أن من أسباب النجاة من عذاب القبر أن نسأل الله العفو والعافية والتعوذ من عذاب القبر. وأوضح آل الشيخ أن من أخلاق المسلم البعد عن الشقاق والجدال وترفعه عنها, محذرا من التفريق بين الناس، وتتبع العثرات, والتجسس على الناس، وسوء الظن. وشدد على ضرورة نشر التسامح والعطف بين المسلمين، فيرحم الأبوان الأبناء والأولاد، والأبناء يحترمون آباءهم عند كبر سنهم ويرحمونهم، والإحسان إلى الناس وصلة الرحم، وتحمل أخطائهم. ودعا آل الشيخ المسلمين إلى التناصح فيما بينهم والنصرة والتأييد، وتحذير بعضهم من الباطل، مستدلا بقوله - صلى الله عليه وسلم: "انصر أخاك ظالما أو مظلوما، فقال: رجل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنصره إذ كان مظلوما، قال: أفرأيت إذا كان ظالما كيف أنصره؟ قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم، فإن ذلك نصره".