بغداد: «الشرق الأوسط» في تصعيد أمني جديد، شهدت بغداد أمس انفجار نحو 18 سيارة مفخخة في مناطق وأحياء مختلفة منها. وفي حين تباينت أرقام الضحايا بين المصادر الأمنية والصحة، وما أعلنته قيادة عمليات بغداد، فإن الحركة في بعض أحياء العاصمة العراقية بدت مشلولة تماما، في وقت تم فيه إغلاق تام لمداخل المنطقة الخضراء تحسبا من احتمال وقوع هجمات عليها. وفي حين أعلنت قيادة عمليات بغداد في بيان مقتل 20 شخصا وإصابة 213 آخرين في التفجيرات، أفادت تقارير أخرى نقلا عن مصادر أمنية بسقوط 71 قتيلا وأكثر من 170 جريحا؛ ففي منطقة الكاظمية شمال بغداد، قال ضابط برتبة عقيد في وزارة الداخلية إن «ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب ثمانية آخرون بجروح في انفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري». وأضاف أن «ثلاثة أشخاص آخرين قتلوا وأصيب ثمانية في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف نقطة تفتيش في منطقة المحمودية (30 كلم جنوب بغداد)». وفي المدائن (25 كلم جنوب بغداد) قتل أربعة أشخاص وأصيب ثلاثة آخرون بجروح في انفجار عبوة ناسفة استهدف دورية للجيش، وفقا للمصدر. وفي منطقة جسر ديالى جنوب بغداد، قتل سبعة أشخاص وأصيب 21 آخرون بجروح في انفجارين نفذ واحد منهما بسيارة مفخخة، وفقا للمصدر ذاته. وفي منطقة بغداد الجديدة شرق بغداد، قتل أربعة أشخاص وأصيب أكثر من عشرة آخرين بجروح في انفجار سيارة مفخخة مركونة، وفقا لمصدر في وزارة الداخلية. وفي هجوم آخر، قال عقيد الشرطة إن «مسلحين مجهولين قتلوا خمسة أشخاص هم رجل وزوجته وثلاثة أطفال، من عائلة واحدة داخل منزلهم في ناحية اللطيفية (40 كلم جنوب بغداد)»، حسبما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية. كما أدت هجمات متفرقة أخرى نفذ أغلبها بسيارات مفخخة في مدينة الصدر وجميلة والشعب شرق بغداد، والسيدية والبياع والحرية غرب بغداد، إلى مقتل أكثر من عشرين شخصا وإصابة عشرات آخرين بجروح، وفقا لمصادر أمنية وطبية. وقالت مروة (18 عاما) وهي تبكي بعد انفجار سيارتين مفخختين في منطقة الشعب: «ما ذنبنا؟ ساعدونا، الناس تقتل والأطفال تجرح».. وتابعت وهي ترتجف: «منازلنا وأشياؤنا دمرت واحترقت، والسياسيون مشغولون بالصراع على الكراسي». وأضافت: «قولوا لهم أن يلتفتوا إلينا، فالناس أصبحوا مشردين بسبب الانفجارات». من جانبها، فرضت قوات الأمن إجراءات مشددة على الطرق الرئيسة بهدف الحد من وقوع هجمات أخرى في بغداد. إلى ذلك، قال ضابط برتبة نقيب في الجيش إن «ضابطا برتبة ملازم أول في الجيش قتل وأصيب سبعة جنود بجروح في هجوم مسلح استهدف نقطة تفتيش شمال مدينة الحلة (100 كلم جنوب بغداد)». وأكد مصدر طبي حصيلة الضحايا. وبمقتل الضحايا يرتفع إلى أكثر من 600 قتيل عدد الذي سقطوا في هجمات متفرقة في عموم العراق خلال شهر أغسطس (آب) الحالي، وفقا لحصيلة استنادا إلى مصادر رسمية. وارتفع إلى أكثر من 3700 عدد القتلى الذين سقطوا جراء هجمات متفرقة في عموم العراق منذ بداية العام الحالي، وفقا لحصيلة أعدتها وكالة الصحافة الفرنسية. من جهتها، دعت لجنة الأمن والدفاع البرلمانية لإعادة نظر شاملة في الخطط والإجراءات الأمنية بالإضافة إلى سرعة استضافة القادة الأمنيين للوقوف على حقيقة ما يجري في البلاد. وقال عضو اللجنة والقيادي بالقائمة العراقية حامد المطلك في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «الحديث في الواقع عن الإجراءات والسياقات الأمنية أصبح مكررا بسبب أزمة الثقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، وهو ما يعرقل حضور القادة الأمنيين إلى البرلمان لأنهم يحتاجون إلى إذن من القائد العام للقوات المسلحة، وإن السيد نوري المالكي، بوصفه القائد العام، لا يعطيهم هذا الإذن لأسباب سياسية تخصه هو ولا تخص الملف الأمني». وأضاف أن «إدارة الملف الأمني بيد المالكي، وبالتالي، فإنه مسؤول عما يجري في العراق اليوم، وقد أثبتت الوقائع والأحداث أننا نسير من فشل إلى فشل ومن مصيبة إلى مصيبة أكبر». وأوضح: «إننا سبق أن طالبنا باستقالة الحكومة أو إقالتها بسب فشلها، ولكن التوازنات السياسية كانت وما زالت تحول دون ذلك بينما يدفع العراقيون ثمن هذه المماحكات السياسية التي تعبر عن فشل الطبقة السياسية التي جاء بها الاحتلال الأميركي إلى العراق والتي على ما يبدو تنفذ مشروع الاحتلال بإضعاف العراق تمهيدا إلى تقسيمه».