سلوى حمدي – المدينة-سفراء: كشفت دراسة استطلاعية أجرتها جامعة الملك سعود على عينة من المبتعثين في الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا، عن أن 88 % من المبتعثين يؤيدون تولي المرأة لمناصب عليا في الدولة، فيما أظهرت الدراسة انفتاحًا ثقافيًا من معظم أفراد العينة نحو قضايا المرأة والتي تمثلت في 20 قضية تم تحديدها منها: تولي المرأة للمناصب السياسية، وتأنيث محلات ملابس النساء، وضرورة سَنّ القوانين لحماية المرأة من التحرش، و كذلك دخول المرأة مجال المحاماة. وأكدت سناء العتيبي عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود والمشرفة على الدراسة أن الابتعاث الخارجي له دور في تحقيق الانفتاح الثقافي نحو قضايا المرأة السعودية من خلال دراسة المبتعثين الملتحقين في برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، وفي إطار سعي الدراسة لتحقيق أهدافها المتمثلة في التعرف على دور الابتعاث الخارجي في تحقيق الانفتاح الثقافي نحو قضايا المرأة وعلاقة بعض المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والديموجرافية للمبتعثين بمستوى الانفتاح الثقافي، وكذلك التعرف على أبرز قضايا المرأة التي تناولها المبتعثون في صفحاتهم عبر موقع التواصل الاجتماعي «توتير» وكيفية تعاطيهم مع هذه القضايا. واعتمدت الدراسة على المنهج الكمي مستخدمة طريقة المسح الاجتماعي باستخدام العينة الطبقية والعينة العمدية للمبتعثين في أمريكا وبريطانيا وكندا، كما اعتمدت على منهج تحليل المضمون وذلك بهدف تحليل المعاني الكامنة في تغريدات المبتعثين عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر». ومن أبرز سمات الدراسة بلغت نسبة الذكور 58% و 42% للإناث، وكان متوسط أعمار عينة الدراسة 26 سنة، في حين أن المرحلة التعليمية لغالبية أفرد العينة هي مرحلة البكالوريوس، و الدولة الأكثر استقطابًا للابتعاث في عينة الدراسة هي الولايات المتحدة الأمريكية. وتوصلت الدراسة من خلال مؤشرات الانفتاح الثقافي نحو قضايا المرأة والتي اشتملت على عشرين قضية منها: تولي المرأة للمناصب السياسية في المجتمع، ينظر المجتمع للفتاة المبتعثة نظرة إيجابية، تأنيث محلات ملابس النساء، ضرورة سَنّ القوانين لحماية المرأة من التحرش الجنسي، دخول المرأة مجال المحاماة وغيرها من قضايا المرأة السعودية التي اشتمل عليها الاستبيان، حيث بلغ مجموع أفراد العينة 1095 ,88 % منهم في فئة مستوى الانفتاح الثقافي المرتفع بشكل إيجابي نحو هذه القضايا، و 12 % في فئة مستوى الانفتاح الثقافي المتوسط وذلك يعود إلى السفر والاحتكاك والتعايش مع بلد الابتعاث والتأثر بثقافته وأيضًا كون التعليم يلعب دورًا في زيادة وعي المبتعث ونضجه لقضايا المرأة، ويمكن تفسير ذلك من خلال نظرية الانتشار الثقافي حيث إن التغير الثقافي يحدث بفعل الانتشار، وبرنامج خادم الحرمين الشريفين يعد نوعًا من أنواع الانتشار المقصود فهو يهدف إلى إكساب العلم والمعرفة والأخذ من الثقافات الأخرى ما يعود على المبتعث ومجتمعه بالنفع. أثبتت الدراسة وجود علاقة دالة إحصائيًا بين مؤشرات الانفتاح الثقافي عند المبتعثين نحو قضايا المرأة في كلٍ من المتغيرات التالية: العمر ، والدخل الشهري. كما أكدت وجود فروق ذات دلالة إحصائية في مستوى الانفتاح الثقافي نحو قضايا المرأة بناء على متغير الجنس(ذكر- أنثى) لصالح الإناث. كما أثبتت أيضًا وجود فروق ذات دلالة إحصائية في مستوى الانفتاح الثقافي نحو قضايا المرأة بناءً على كل من المتغيرات التالية: الحالة الاجتماعية ، والدرجة العلمية، ونوع السكن في بلد الابتعاث لصالح من يسكن في سكن الجامعة وذلك نظرًا لاتصاله المباشر مع الطلاب من جنسيات مختلفة وتبادل الثقافات. وتوصلت الدراسة إلى أبرز قضايا المرأة التي تناولها المبتعثون في تغريداتهم وهي القضايا الاجتماعية وشملت: قيادة المرأة للسيارة، والعنف ضد المرأة، والحرية المسؤولة، والزواج ، وقدرات المرأة السعودية، ونظرة المجتمع للمبتعثين، ونظرتهم للمرأة وغيرها من القضايا، تليها القضايا الاقتصادية وشملت: عمل المرأة، وتأنيث المحلات النسائية، حيث تعاطى المبتعثون مع هذه القضايا بشكل إيجابي وداعم، هذا وطبقت مجموعة من الطالبات الدراسة في إطار البحث الميداني بقسم الدراسات الاجتماعية بجامعة الملك سعود.