اقتحم أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر لفترة قصيرة أمس مكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي داخل المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد. وواجه آلاف المحتجين الذين يطالبون بإصلاحات حكومية في بادىء الأمر مقاومة شديدة من قوات الأمن، لكنهم تمكنوا في نهاية المطاف من اقتحام المنطقة المحصنة والدخول الى مكتب رئيس الوزراء قبل اخراجهم من هناك. واعلنت قيادة عمليات بغداد السيطرة بشكل كامل على احداث الشغب في المنطقة الخضراء. وسمع دوي اطلاق نار وتمكنت قوات الجيش ومكافحة الشغب من طرد المحتجين من داخل المنطقة التي تضم عدداً من السفارات الغربية وخصوصاً الأميركية والبريطانية. وقالت مصادر امنية ان الصدامات بين المتظاهرين وقوات الأمن في المنطقة الخضراء ادت الى سقوط 58 جريحاً بينهم عناصر من الأمن. كما اعلنت السلطات حظر التجول في بغداد حتى اشعار آخر بعد اقتحام مكتب العبادي. وافاد بيان رسمي ان قيادة عمليات بغداد قررت حظر التجول في بغداد حتى اشعار آخر، وذلك بعد ثاني عملية اقتحام للمنطقة الخضراء خلال ثلاثة اسابيع. وكان آلاف المتظاهرين تجمعوا في ساحة التحرير قبل ان ينطلقوا باتجاه المنطقة الخضراء رافعين أعلاماً عراقية ومرددين سلمية، سلمية، وحاولوا الدخول لكن قوات الأمن التي انتشرت بشكل كثيف منعتهم واطلقت باتجاههم قنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل صوتية، كما استخدمت خراطيم المياه لتفريقهم. وافاد إعلاميون ان عدداً من المتظاهرين تعرضوا لحالات من الاختناق اثر استنشاقهم الغازات المسيلة للدموع. واوضحت السلطات في بيان آخر ان عناصر مندسة استغلت انشغال قواتنا بالتحضيرات لمعركة الفلوجة فقامت باختراق مؤسسات الدولة. وينتمي معظم المتظاهرين الى التيار الصدري الذي قرر زعيمه رجل الدين مقتدى الصدر الاعتكاف مدة شهرين. ويتظاهر انصار الصدر منذ عدة اشهر مطالبين بإصلاحات حكومية وانهاء الفساد في البلاد. من جانبه، أدان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، استخدام العنف ضد المتظاهرين، وفيما اتهم الحكومة بـ»قتل» متظاهرين بـ»دم بارد»، وطالب بالإفراج عن «الثوار فورا». وقال الصدر في بيان «تعاونت أيدي الإرهاب والعنف الحكومي ضد أبناء الشعب العراقي والمتظاهرين العزل، فيد تفجر ويد تستهدفهم بالرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع». وأضاف الصدر «رحم الله شهداء الثورة الشعبية العراقية السلمية والشفاء العاجل لجرحاها وتعسا لحكومة تقتل أبناءها بدم بارد وما القذافي وصدام عنهم ببعيد»، وتابع قائلا «واني لاحترم خياركم وثورتكم العفوية السلمية هذه وأدعو لكم بالتوفيق والنصر والثبات وأطالب بالإفراج عن الثوار فورا». متظاهرون في مجلس الوزراء المتظاهرون تمكنوا من تجاوز النقاط الأمنية والوصول للمناطق المحصنة «رويترز» أنصار الصدر يسعفون أحد المتظاهرين بعد إصابته باختناق «رويترز»