يخوض المجتمع منذ خمس عشرة سنة نقاشا مطولا حول تعليم اللغة الإنجليزية في الصفوف الأولية. البعض يعتبر أن مثل هذا التعليم يعتبر خطأ تربويا محضا؛ مثل الأستاذ عبدالعزيز الثنيان وكيل وزارة التربية والتعليم الأسبق، حجة هذا الجمع أن اللغة الإنجليزية ستجعل الطالب الطفل يهمل التعلم للغته العربية، ويستشهدون طبعا بأقوال وإحصاءات. وكأن هذه الفكرة محكمة وكاملة وتامة! بينما في التربية نعلم أن الطفل يستطيع أن يتعلم أكثر من لغة في سنه الصغيرة، وأن يبدع فيها، بل ويستلهمها ويكون «بلبلا» نشطا في النطق والكتابة بها، ولدي نماذج شخصية ولطلاب وأطفال كثر في العالم بمدارس خاصة وغير خاصة يتحدثون أكثر من لغة وبطلاقة وبسهولة. من المضحك ــ حقيقة ــ تعليم اللغة الإنجليزية بعد الابتدائي، إذ يبدأ الإنسان في التعليم العام تعلم هذه اللغة في المرحلة المتوسطة، وقد قارب على البلوغ، ودخول فوضى المراهقة، وشتات الذهن، والتبدل الفكري والعقلي، من هنا يكون الذهن قد قلت لياقته على مستوى «تعلم اللغة»؛ لهذا نجد الكثيرين في الأقسام المتخصصة حين يدخلون إلى الكليات الطبية أو الهندسية أو الصيدلة يتعبون من أجل ترميم اللغة وصقلها وتشذيبها؛ لأنهم ضحايا ضعف التعليم الابتدائي الأولي! نعم لتعليم اللغة الإنجليزية وغيرها من الصغر بالتزامن مع تعليم اللغة العربية، بل ــ برأيي ــ إن اللغة العربية لا خوف عليها، فهي لغة البيت والشارع والمدرسة والمسجد، الأهم اللغة الإنجليزية من ناحية التعليم، وجل المجتمع السعودي بأميته تجاه اللغة الإنجليزية من ضحايا هذا التعليم المهمش وبقوة لهذه اللغة وكونها أساسية على المستويين: العلمي والعملي! لقد سعدت وطربت حين أعلن وزير التربية والتعليم الأمير خالد الفيصل عن بدء تدريس مقرر اللغة الإنجليزية للصف الرابع الابتدائي بجميع مدارس المملكة مع بداية العام الدراسي المقبل، بعد أن كان تدريس المقرر محدودا في عدد من المدارس! هذا هو تعليمنا المتطور الذي نريده، فإلى المزيد من التجدد والتحول.