×
محافظة المنطقة الشرقية

براون.. آخر ضحايا موسم إصابات العيون

صورة الخبر

أتيت إلى مسرح المجاز في الشارقة - عاصمة الثقافة الإسلامية - مدفوعا بالدعاية المؤثرة لملحمة عناقيد الضياء، مدركا بأن الدهشة التي وعدونا بها في تلك الإعلانات لا يمكن تذوقها على حقيقتها إلا على خشبة المسرح، وحين تنتقل للتلفزيون ستفقد ثلثي رحيقها! ولم أندم، الشكل الدائري للمسرح ذكّرني بأماسي قرطاج، وتوافد الجمهور إلى المسرح بكثافة وحماس حملني إلى عزّ المسرح القاهري، أما الذي أخذني بعيدا بعيدا فهو هذا العبقري "خالد الشيخ"! أنساني أين أنا مكانا وزمانا، حملني على بساط الجنون في جمل لحنيّة مترعة بالإيحاء، أمشاني على الماء، وحلق بي ألفا وأربعمئة عام بين جبال مكة، وحرات المدينة، وكانت كلمات عبدالرحمن العشماوي كالأثير الذي يسكن فيه الصوت، يمتطي صهوته، ويتوغل في الأنفس قبل المسامع، كانت حقا "أعظم قصّة رواها التاريخ" قصة خير البشر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، شاهدت كل الأعمال التي أنتجت سابقا عن البعثة الشريفة، لكن للمرة الأولى أشعر أني في قلب الأحداث، كنت في مكة والمدينة جسدا وعقلا وروحا مع أصوات بوشناق، والحجار، والجسمي وعساف، ومع هذا الانصهار العجيب بين السمعي والبصري، فحين رأيت بلال يصعد الكعبة يوم فتح مكة اغرورقت عيناي، وفي اللوحة التي تحكي موت الرسول عليه السلام سحت، واحتجت إلى وقت حتى أعود إلى زمني الذي تخاطبه هذه الرواية البليغة، لتقول له إن هذا الدين دين سلام ورحمة ومحبة.. لا دين قتل وسحل وكراهية، تذكرنا بخطبة الوداع ومعانيها الإنسانية النبيلة، شكرا للمسرحي العربي الأول سلطان محمد القاسمي. وشكرا لهذه المدينة الشارقة بالفن والإمتاع والمحبة.