×
محافظة المنطقة الشرقية

«الشرقية»: طرق دائرية جديدة في الدمام والقطيف لفك الاختناقات المرورية

صورة الخبر

في صورة معكوسة، أشبه بالدراما، بدلا أن يزور الحي الميت.. قررت سجون جدة تمكين الميت من زيارة الحي في مبادرة إنسانية رفيعة مؤثرة. فصول القصة تعود إلى رحيل مواطن أثناء وجود نجله الكبير خلف القضبان لقضاء عقوبة السجن المؤبد في قضية ترويج مخدرات، ورفضت زوجة الراحل (أم السجين) دفن الفقيد إلا بعد أن يراه ابنه ويلقي عليه النظرة الأخيرة. وبحسب صحيفة عكاظ تقدمت أسرة الراحل بطلب إلى إدارة السجون لإطلاق سراح النزيل بالكفالة لمدة 24 ساعة تسمح له بإلقاء النظرة الأخيرة على والده الراحل لكن ظروف القضية وقفت حائلا دون ذلك حيث إن التعليمات والأنظمة واضحة ومشددة في هذا الجانب. وفي المقابل أصرت الأم على موقفها مستمسكة بوصية زوجها الراحل ورفضت السماح بدفنه إلا بعد أن تكتحل عينا الابن برؤية والده الراحل. مرت الساعات عصيبة وفشلت كل الجهود في إطلاق سراح النزيل بصورة مؤقتة لتحقيق وصية والده لكن مدير سجون جدة العميد أحمد عبدالله الشهراني أجرى اتصالات مع الجهة المختصة وجاء بالحل الذي يحقق مطلب والدة السجين ووصية الأب الراحل دون تجاوز للنظام وهي الفكرة التي لاقت قبولا فوريا واستحسان أسرة الفقيد. وافقت إدارة السجن على إحضار جثة الفقيد في سيارة إسعاف إلى مبنى السجن وتحديدا في العنبر الذي يقيم فيه الابن. وتم تجهيز سيارة إسعاف والتنسيق لإكمال اللازم نظاما لإدخال الجثة تحقيقا لوصيته وتحقيقا لطلب الأم. وتمكن الابن من إلقاء النظرة الأخيرة على والده الراحل ووداعه من داخل مبنى السجن. وتمكن السجين من مشاهدة والده المتوفى وودعه داخل سيارة الإسعاف في حين تقبل بعدها السجين العزاء من ضباط وأفراد الأمن في السجن ومن النزلاء في العنابر. وعبر السجين نجل المتوفى عن خالص امتنانه وتقديره وشكره لإدارة السجن على البادرة الإنسانية التي حققت له مطلبا مهما معاهدا الله عز وجل أن يكون ما وقع فيه درسا له للعودة للحياة في طريق آمن مستقيم. في المقابل، أكد مدير سجون جدة العميد أحمد عبدالله الشهراني أنه كان يتعذر إطلاق السجين لحضور مراسم والده لظروف المسافة والمكان وطبيعة الجرم المدان فيه السجين ومدة محكوميته وأضاف: توصلنا مع المختصين إلى هذه الطريقة لتلبية طلب الأم التي ظلت تراجع السجن وترفض دفن زوجها حتى يراه ابنها. وقال إن السجون هي دور تهذيب ورعاية وإصلاح وتهدف إلى إصلاح السجين من خلال برامج تراعي احتياجاته وظروفه الإنسانية وفق ما يقرره النظام والتعليمات. مؤكدا أن سجون جدة تتلقى التعليمات من الإدارة العامة للسجون بأن تواصل مهامها لتكون بيئة للإصلاح وفق البرامج الخاصة برعاية السجناء. من جانبه، قال عبدالله بن مرعي بن محفوظ رئيس لجنة رعاية السجناء والمفرج عنهم (تراحم) إن الحالات الإنسانية تظل محل اهتمام اللجنة ومنها هذه الحالة، حيث ساهمت إدارة سجون جدة بكل فعالية في تحقيق طلبات السجناء وأسرهم. وقال إن اللجنة تتواصل مع أسر السجناء من كل الجوانب وتقدم خدمات إنسانية متعددة منها المالية والاجتماعية والنفسية ولها موقع يستقبل طلبات واحتياجات أسر السجناء والموقوفين والمفرج عنهم كما ساهمت اللجنة خلال السنوات الأربع الماضية في إطلاق سراح أكثر من 2500 سجين من الحقوق الخاصة بعدما تكفلت بالدفع عنهم.