وصلَتْ جامعة الإمام محمد بن سعود - بحفظ الله ورعايته - إلى الريادة العالمية بواسطة 31 كرسياً بحثياً، هكذا قال الخبر الذي نشرته صحيفة «الشرق»، وحتى الآن لا نعلم ماهية «الريادة العالمية» التي تحرص الجامعات على العض عليها في أخبارها. نحن لم نرَ كرسياً بحثياً واحداً حقق شيئاً ملموساً للداخل إذا ما استثنينا ما تحقق للقائمين عليه، لذلك يبدو أن مربط الريادة جاء من كثرة عدد الكراسي لا غير. لدينا مجموعة لا بأس بها من الأكاديميين المتقاعدين، ومنهم من ينشط في وسائل التواصل الاجتماعي أو الكتابة الصحافية، ولو تطوع بعضهم في نقد أعمال الكراسي البحثية التي تتفق مع تخصصاتهم وتقويمها لربما أحدثوا فرقاً لينتج من هذه الكراسي شيء مفيد يلمسه من هو خارج الجامعات. جامعة الإمام لحقت بركب الكراسي البحثية متأخرةً، لكنها ليست الوحيدة بين الجامعات التي يشوب الغموضُ عملها في هذا الجانب، على رغم أن إمكاناتها كبيرة وجوانب تخصصاتها ثرية، ولا سيما ما يتعلق منها بالجانب الفكري، ونحن وسط حرب أفكار ميدانها وسائل الإعلام القديم والجديد. من جانب آخر، أعلنت الجامعة عقْد مؤتمر في مطلع الشهر المقبل بعنوان: «الوحدة الوطنية... ثوابت وقيم»، نحن أحوج ما نكون إلى تعزيز الوحدة الوطنية، ولا سيما في هذا الوقت الذي تعيش فيه المنطقة زلازل سياسية متعاقبة وحروب أفكار تستهدف خلخلة الثوابت والقيم. الأخطار التي تهدد الوحدة الوطنية واضحة ومتنوعة، لكني من خلال الاطلاع على محاور المؤتمر لم أرَ إشارة أو اهتمام للبحث في دور الفساد وإسهامه في تحقيق ضرر كبير بالثوابت والقيم التي تقوم عليها الوحدة الوطنية. لا أحد يعلم ماذا سيتحقق من هذا المؤتمر، إنما الواقع يقول إن تجاربنا مع مثل هذه «الفعاليات» تنتهي بانتهاء أعمالها وأخبارها الاحتفالية لتوضع توصياتها في الأدراج. www.asuwayed.com