×
محافظة عسير

مشاجرة طالبين تؤجل اختبارين

صورة الخبر

لم تكن اللقطة التي شاهدتها هذا الأسبوع هي الأولى وفيما يبدو لن تكون الأخيرة .. اللقطة تتضمن رجلاً يضع طفلته التي لم تتجاوز الثلاثة أعوام في حقيبة ملابس ويغلق عليها عقاباً لها لأنها أزعجته كما يقول، ثم يطلق سراحها بعد أن شرعت في البكاء ولم ينسَ بالطبع أن يوثق هذه القصة تصويراً من خلال الفيديو.. ليس ذاك وحسب بل يتحدث مع مشاهدي الفيديو وكأنما يقدم لهم درساً في إساءة التعامل مع الأطفال! لم تكن هذه اللقطة هي الأولى لمثل هذه الغرائب، قبلها حدث كثير من وقائع مشابهة، اقترفها آباء وأمهات أو أقارب لهؤلاء الأطفال أذكر منها على سبيل المثال ذلك الشاب الذي اصطحب أبناء شقيقته الصغار في السيارة وأخذ يتوعدهم ويهددهم بأنه سوف يعاقبهم بتركهم في الشارع أتذكر واحداً منهم كان هو الأكثر تأثراً وخوفاً حيث كان يبكي ويتوسل إليه بتقبيل كتفه بأنه سيتوب ولن يعود إلى إغضاب أمه.. هناك الطفلة الصغيرة التي لم تتجاوز السنتين التي ألقاها والدها في المسبح وهو يتحدث معها بمنتهى الجلافة والفظاظة، ثم يلقيها في ماء المسبح العميق تأديباً لها كي لا تجرؤ مرة أخرى على الاقتراب من المسبح، في الوقت الذي يسب فيه أخاها فيما يبدو حين حاول الإمساك بها ، هكذا يفعل لتحذير ابنة العامين من خطر المسبح. واقعة أخرى أيضاً حدثت منذ سنوات قام خلالها شخص ما لا أعلم نوع قرابته للطفل، كان فيما يبدو أباه أو شقيقه الأكبر أو من هذا القبيل، عمد هذا الشخص إلى تعليق الطفل بياقته في الجزء العلوي من الباب وهو يتوعده ويهدده إن لم يبق هادئاً بأنه سيبقيه معلقاً حتى أجبره على أن يقول «توبة» وأنا على يقين تماماً بأنه في هذه السن (ما بين عامين أو ثلاثة) لا يعي معنى كلمة «توبة»! كل هذه الأمثلة تندرج ضمن الإساءة في التعامل مع الأطفال.. من المؤلم جداً أن يتحفنا هؤلاء بمثل هذه الصور واللقطات بين الفترة والأخرى، هذه الأفعال التي تتراوح مابين العقاب أو التسلية بهؤلاء الصغار وكأنما هم دمى وليسوا أرواحاً وعقولاً أمامها مستقبل قادم وسيكونون يوماً ما نساء ورجالاً ضمن هذا المجتمع.. تبدو هذه الاقترافات مؤلمة لأكثر من سبب؛ أولها: عدم وجود وعي تربوي لدى كثير من الآباء أو المتعاملين مع الأطفال. ثانياً: أن يُترك لهم الحبل على الغارب، ليس ثمة جهة مسؤولة تتحرك لوضع إجراءات قانونية تمنع مثل هذه الأفعال المسيئة للأطفال والتي لابد أن تترك آثارها السلبية على نفسياتهم حين يكبرون. آن لنا أن نضع حلاً عملياً نواجه به هذا الجهل الذي لابد له من نهاية.