الهجاء للكاتب أحيانا وسام شرف يتقلده بزهو أمام كل الجمهور. والذين ينتقدون اليوم مواقفك سيحمدونها غداً لأنهم سيكتشفون أنها لم ولن تراهن على الوطن وأنها ولو بدت اليوم ضد التيار ستكون غداً هي التيار وسيعلمون أن لا مصالح تعلو فوق مصالح الوطن. كتب أحدهم قصيدة يهجوني فيها: «وما أسفي عليكِ كمثل حزني على قلم لكاتبة قديرة قرَأْتُ لها، وكنت على رجاء لفتحٍ من محابرها الدريرة وخير من بدائعها وغيث مغيث من سحائبها الغزيرة ولكنْ والمصيبة بعد لكنْ يغيب العقل في الحجب الوفيرة وبدر العقل مكسوف بمَيْلٍ يجور به ويمنع عنه نوره» لا أملك القدرة على المراوغة وإرضاء كل الأطراف بالتلون والتميع في المواقف حتى أرضي صاحب القصيدة، لكنني أحترم الاختلاف إلا ماكان فعلا يراد به السوء للوطن وأجياله. ولهؤلاء الناقمين على مقالاتي الأخيرة أهدي نص محمود درويش: « أيها المارون بين الكلمات العابرة كالغبار المر مروا أينما شئتم ولكن لا تمروا بيننا كالحشرات الطائرة فلنا في أرضنا ما نعمل ولنا قمح نربيه ونسقيه ندى أجسادنا ولنا ما ليس يرضيكم هنا فخذوا الماضي، إذا شئتم إلى سوق التحف لنا ما ليس يرضيكم، لنا المستقبل ولنا في أرضنا ما نعمل».