لا يأتي ذكر طريق بغداد - كركوك، أو ما يعرف بطريق «العظيم»، من دون أن يُذكر معه تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش»، ذلك أن مسلحيه كانوا خلال الأشهر الماضية وراء مقتل العشرات من المدنيين المسافرين. وحتى عندما ينسحب المسلحون، أو يسيطر الجيش على الطريق يسقط ضحايا، فحوادث المرور تكثر على طريق ضيق مليء بالحفر، حتى بات يسمَّى «طريق الموت». وأهالي محافظة ديالى، هم من أطلقوا هذه التسمية على طريق بغداد - كركوك، لكثرة الحوادث المرورية التي يشهدها. وكشف مسؤول محلي، في المحافظة أن ١٢٠ شخصاً أصيبوا وقتلوا بحوادث سير خلال النصف الأول من العام الحالي. وقال قائمقام ناحية «الخالص» في ديالى عدي الخدران، إن «نشاط طريق الموت عاد في شكل لافت العام الحالي، بسبب الحفر والمطبات الناجمة عن تأثير الحمولات الزائدة للمركبات في الطريق». وتوقع أن يرتفع عدد الضحايا خلال الأشهر المقبلة، ما لم تفعل السلطات شيئاً. وتقوم دوائر خدمية بإعادة تأهيل جزء من الطريق، فيما تمد طريقاً محاذياً جديداً لتسهيل الحركة. لكن تنفيذ الممر الثاني تشوبه الكثير من العيوب، بسبب مخالفة المواصفات الهندسية المتبعة في إنشاء الطرق الدولية. وبعد إكمال جزء كبير من الطريق العام الماضي، كان مسؤولون في دوائر المرور يتحدثون عن انخفاض في نسب حوادث المرور. وتبين لاحقاً أن التنفيذ الخاطئ خلّف مزيداً من المطبات والحفر، ما اضطر السائقين لإعادة سلوك الطريق الخطر، وهو ممر واحد باتجاهين. ويعود تنفيذ الطريق إلى فترة التسعينات، واستكمل بعد عام ٢٠٠٣، لكن حوادث العنف المرافقة الحربَ الأهلية العراقية بين عامي ٢٠٠٦ و٢٠٠٧، جمدت تلك الأعمال حتى استئنافها في ٢٠١١. ويسلك المسافرون بين بغداد وأربيل طريقاً واحداً للذهاب والإياب، ما يسبب حوادث سير مروعة. ويمثل طريق «العظيم» أحد أهم الطرق البرية في البلاد ويربط العاصمة بغداد بإقليم كردستان، ويشهد زخماً مرورياً على مدار الساعة كونه ممراً تجارياً مهماً. وكان طريق «العظيم» كابوساً حقيقياً للعراقيين. وتداولت أوساط شعبية قصصاً عن حالات القتل على الهوية في هذا الطريق، كلّها تتحدث عن نصب مسلحين ملثمين نقاط تفتيش وهمية، يعترضون السياح ويجبرونهم على الوقوف في طابور أمام «ذباح». منوعات