قالوا إن العاشرة أضحت عقدة، أو إن الـ9 الماضية تحولت إلى لعنة، أو ذات الإذنين هجرتهم إلى الأبد، وإن العودة إلى المجد ما عادت ممكنة، والحقيقة كانت تقول ذلك على أرض الميدان، فالمباراة الحلم تحولت بعد أقل من 36 دقيقة إلى كابوس، وأسلحة القوة أضحت أوقى نقاط الضعف، العملاق كاسياس يهدي الخصوم هدفاً ما كان على البال، والدون استسلم لضربات الخصوم باكراً، أما لاعب العالم الأغلى بيل، فأضاع جهود زملائه بهجمات لو كررها ألف مرة لهز الشباك كل مرة. وسط كل ذلك سيطر «الحالمون» على المباراة، وبات لقبهم الأول أقرب ألف مرة من عاشرة المنكسرين، اثنان فقط كانا يشاهدان ما يشاهده سواهما، فالأرجنتيني دي بقي ثابتاً هادئاً وكأن فريقه يتجه نحو المنصة، فبنى الهجمات واحدة تلو الأخرى من دون يأس أو ملل، وراقب رفاقه بينما يتفننون في إضاعتها، تارة يفقدها بيل، وأخرى يتكاسل فيها بنزيمة عن العمل، وفي ثالثة تنكشف حقيقة غياب رونالدو، لكن شيئاً من ذلك لم يوقف مقاتل الأرجنتين. أما الثاني فصمت كثيراً قبل أن ينطق، فانفجر قبل النهاية ليقول فقط إن العاشرة لم تكن يوماً في نظره مستحيلة، وإن المباراة الأهم في تاريخ عشاق «الملكي» ليست أكثر من مباراة كرة، تقبل رغماً عنها كل جنون الكرة، وإن «العقدة» و«المستحيل» و«النحس» حكايات من نسج خيال فاشل عاجز. ليس مهماً أن نخوض في تفاصيل ما أعقب هدف سيرجو راموس، المهم أن نعرف كيف حوّل المدافع الاسباني أحلام 12 عاماً إلى واقع برأسه، وكيف هزم دموعه ورفض تناثرها، وكيف أثبت أن كل انفعالاته حتى تلك التي دفعت رئيس ناديه إلى انتقاده، كانت جزءاً من روح محب لا يعرف للهزيمة طريقاً. ريال مدريد لم يحقق لقباً ولم يتخلص من مشكلة، ولم يهزم أحداً، مدريد قال ببطولة إن كرة القدم رهان يحكمه الأقوى، يحكمه ذلك المؤمن بقدراته والقادر على التعاطي معها كما يجب حين تدق نواقيس الخطر، «الملكي» صاحب الرقم الأكبر في أوروبا فصل من فصول رواية المستحيل في كرة القدم، بل ربما أنه وبعد العاشرة بات الرواية بأكملها. ريال مدريددوري أبطال أوروبا