نظم اتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين مؤخراً، الدورة الأولى لبينالي تونس للفن العربي المعاصر بمشاركة أكثر من 119 عملاً فنياً منها 24 لوحة لرسامين عرب من مختلف الأقطار العربية في مقدمتها المملكة العربية السعودية من خلال لوحة للرسام عبدالرحمن السليمان عنوانها: «مذاقات»، وبقية اللوحات لرسامين تونسيين أحياء وأموات.. وعكست مختلف أعمال معرض البينالي تجارب فنية تشكيلية متقاربة في رؤها ومراحلها وتطلعاتها، فيها لغة متعددة الزوايا والأشكال والمعاني في حوار فني موحد ومواضيع مشتركة تجمع بينها عناصر الروعة والجمال والخبرة في التعامل مع الألوان والريشة. تظاهرة فنية عربية يقول الدكتور سامي بن عامر الرسام والناقد الفني التونسي ومنسق بينالي تونس للفن العربي المعاصر لـ «فن اليمامة»: «البينالي تظاهرة فنية عربية تنظم كل سنتين، ستتواصل في المستقبل إن شاء الله وتتعمق لتشمل عدداً كبيراً من الفنانين العرب، هدفها التفاعل معهم ليكون بينالي تونس مناسبة ومنطلقاً لربط الصلة بهم والتعريف بالتجارب الفنية التشكيلية العربية». ويضيف: «هذا البينالي في دورته الأولى حقق هدفه في الربط والجمع بين تجارب فنية لفنانين عرب من كل الأقطار العربية للالتقاء والاطلاع على أعمالهم والتباحث في أمورهم وتبادل الآراء والخبرات، فالفن رغم أنه اليوم له هذا البعد العالمي إلا أنه كذلك له أبعاد خصوصية لأن سوق الفن لا يمكن أن يتطور أيضاً إن لم يكن هناك تعاون ما بين الأقطار الشقيقة والبلدان الصديقة. ويقول: «كانت هناك محطة مهمة في البينالي وهي المعرض الذي نظمناه وفاءً للفنانين الذين رحلوا في تونس، بمعنى أن التجارب الفنية والمسيرة الفنية في بلد ما ليست وليدة اللحظة بل هي نتيجة تعاقب أجيال وتراكم تجارب مختلفة وأن الفن لا يمكن أن يولد هكذا بل هو يتواتر، لكن هناك تواصل وتغيرات واختلافات على مستوى الطرح، ولعل ما لاحظناه في المعرض حبذه كثيرون نظراً لأنه يبين أن الفن في تونس بدأ منذ فترات وتعاقبت بعده أجيال واختلفت في الرؤى، وهذا ما أردنا إبرازه تحديداً في المعرض». 119 لوحة وحول أهمية المشاركة العربية في بينالي تونس، يقول الدكتور سامي بن عامر لـ «فن اليمامة»: «المشاركة العربية تمثلت في المملكة العربية السعودية وموريتانيا والمغرب والجزائر وليبيا ومصر والسودان والأردن واليمن وسلطنة عُمان وفلسطين وقطر، كان العدد الإجمالي للفنانين العرب 24 رساماً.. في حين كان عدد الفنانين التونسيين 95 رساماً، ما نتمناه في الدورة المقبلة أن يكون العدد متكافئاً وأن تكون لنا إمكانيات مادية متوافرة حتى يكون الحضور العربي كبيراً فعلاً مع لجنة تحكيم عربية قوية وبأعمال لها أبعاد جديدة ومجددة». المشاركة السعودية وعن المشاركة السعودية في البينالي قال لنا الدكتور سامي بن عامر: «هناك مشارك سعودي واحد غاب عن الحضور مع أن عمله كان حاضراً وهو الفنان عبدالرحمن السليمان الذي هو صديقنا وقد تأسفنا لغيابه، والمهم أن لوحته الرائعة كانت حاضرة.. وهو فنان تشكيلي معروف سواء في المملكة أو خارجها، نشكره على المشاركة وإن شاء الله في الدورة الثانية للبينالي يكون الرسم السعودي حاضراً بقوة من حيث عدد الرسامين واللوحات». منابر البينالي وعن منابر النقاش التي انتظمت في البينالي يقول الدكتور سامي بن عامر: «هذه المنابر هي تجارب أردناها، هذه السنة، وتجارب مسيرات الفنون التشكيلية في الأقطار العربية بتقديم من الفنانين المشاركين بأنفسهم ولم يكن بإمكاننا تنظيم ندوة ندعو إليها النقاد المختصين لأسباب مادية.. وكانت هناك ثماني مداخلات حول التجارب الفنية التشكيلية في عدة أقطار عربية، كانت منطلقاً لنقاش ثريّ وتحاور ممتع حول مسائل لها علاقة بالرسم العربي». تجربة أولى كما التقى «فن اليمامة» بالرسام ذاكر بن فرج رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين، سألناه عن الدورة الأولى لبينالي تونس للفن العربي المعاصر، فقال : «هذه تجربة أولى قام بها اتحاد الفنانين التشكيليين في تونس، وإن أكبر نتيجة لهذه التظاهرة الفنية العربية هو التعارف بين الرسامين العرب وخاصة الشبان منهم الذين استفادوا من هذا البينالي، لأن الفائدة ليست في نوع العمل الفني بل في اللحمة التي تمت بين الفنانين وتشجيعهم على المواصلة في المستقبل». التجربة الفنية السعودية وعن رأيه في التجربة الفنية التشكيلية في المملكة، يقول ذاكر بن فرج: «في تحسن شديد وتطور كبير وخاصة التجربة النقدية، بحيث يوجد في المملكة مجال واسع للنقد الفني من خلال النوادي والمجلات، وهناك شخصيات تشتغل كثيراً على التجربة التشكيلية، وأعتبر أن أشقاءنا السعوديين حققوا تطوراً في الفنون التشكيلية بشكل كبير وخاصة في الرسم والتصوير الشمسي والمنحوتات وغيرها، وقد تعرفت على نقاد ممتازين مثل جلال الطالب الذي يكتب بتميز في مجلة «الخليج» الإلكترونية، ومن الرسامين تعجبني تجربة الفنان محمد شبيب الرسام والفوتوغرافي المتميز جداً، وله أعمال جميلة، أرجو أن يعرض أعماله في تونس حتى يطلع عليها الجمهور التونسي».