×
محافظة المنطقة الشرقية

أوديجارد : أتطلع إلى تحديات جديدة مع ريـال مـدريد

صورة الخبر

المصاب جلل والخطب عظيم ولكن تلك سنة الحياة التي لا مفر منها، وقد تلقى كل الشعب السعودي خاصة والعالم العربي والإسلامي والدولي عامة خبر وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز ببالغ الأسى والحزن، كيف لا وهي قد فقدت ملكا وقائدا أحبه الناس كما أحبهم لأنه كان قريبا منهم في أحزانهم وأفراحهم. ولكن يبقى بعد رحليه المؤلم شواهد قائمة شامخة من الانجازات التي حدثت في عهده، وهي معلومة ومشهود لها من قبل الجميع، ولكني وددت أن أبدأ بالإنجاز الشخصي الذي حققه وهو السهل الممتنع. وهي تلك الرابطة والمحبة والمودة الطبيعية التي كان يكنها لشعبه، والتي كانت حقيقية تلقائية غير مصطنعة، ويكفي أن الكل كان يبادله ذلك الشعور والمحبة. ليس كل ملك أو قائد أو حاكم عبر التاريخ استطاع أن يكسب قلوب الناس حتى لو أنفق مال الأرض ذهبا؛ لأن المحبة الصادقة لا تشترى بالأشياء المادية ولو كانت بكنوز الأرض. إن ما كان نابعا وصادقا من القلب يصل إلى القلوب بدون ترجمان، ولذلك الكل كان يعتبره أبا مهتما عطوفا، ويدل على ذلك كثرة الداعين له بالمغفرة والرحمة من كافة أطياف المجتمع، والذين هم متأثرون وصابرون لهذا المصاب المفجع، الذي يصدق فيه قول الشاعر «مات الخليفة أيها الثقلان». وهناك مجالات كثيرة ظهرت الانجازات فيها واضحة للعيان سواء في قطاعات التعليم والصحة والنقل والصناعة والزراعة وغيرها من القطاعات الكثيرة والتي لا يتسع المقال لها، ولكن تكفي الإشارة مثلا إلى الاهتمام الكبير الذي أولاه لمجال التعليم. وهو من أهم المجالات لأنه ما من دولة أو حتى حضارة قامت واستمرت إلا وكان التعليم هو الركيزة الأساسية لها. وقد زاد عدد الجامعات في عهده من ثماني جامعات إلى واحد عشرين جامعة حكومية وأربع أهلية، أي بنسبة ثلاثة أضعاف، وهي نسبة هائلة سوف يمتد أثرها للجيل القادم الذي سوف يتقلد مناصب مهمة في القطاعات العامة والخاصة. ومن أهم تلك الجامعات جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن والتي تعتبر أول جامعة في السعودية متكاملة خاصة بالبنات. وأطلق الملك عبدالله - رحمه الله - في مجال البحث والتطوير، وهو جانب مهم من التعليم أيضا مبادرته بتخصيص أكثر من مليار ريال سعودي ليكون بداية انطلاقة ونواة لدعم وتمويل برامج البحوث العلمية التي تتصل بالطاقة والبيئة والتغيرات المناخية. وتلك من أهم الخطوات لبداية البحث عن بدائل للطاقة المتجددة للأجيال القادمة. وفي نفس مجال البحث والتطوير جاء الاهتمام بتقنية النانو وذلك بإنشاء مركز لها. وفي سياق النهضة التعليمية جاء التوسع في برامج الابتعاث التعليمي الخارجي، وهو من الامور المهمة لبناء تعليم حديث يتماشى مع أحدث ما توصلت إليه الدول المتقدمة في المجالات العلمية والاقتصادية والتقنية والمعلومات وغيرها. ونحن كم نتمنى من الجيل الحالي المبتعث أن يكون على قدر المسؤولية في نقل العلم المعرفي والخبرات، مع المحافظة على هويتنا العربية والإسلامية التي نعتز ونفتخر بها. ولا بد حتما أن أعرج على انجاز ومشروع مهم وخاص جدا لامس قلبه وقلوبنا، ذلك المشروع الذي حرص عليه أشد الحرص، ألا وهو توسعة الحرمين الشريفين المكي والمدني. ولا شك أن تلكما التوسعتين الضخمتين للمسجدين ستكونان شاهدتين خالدتين له عبر التاريخ. وهما أيضا من أجل الأعمال الصالحة الباقية، جعلها الله في ميزان حسناته. وأخيرا وددت أن أختم بكلمة له معبرة حركت القلوب والعقول وذلك حين قال رحمه الله: «أيها الشعب الكريم: يعلم الله أنكم في قلبي أحملكم دائماً، وأستمد العزم والعون والقوة من الله ثم منكم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ولا تنسوني من دعائكم»، فاللهم ارحم الملك عبدالله واغفر له وأدخله فسيح جناتك. واللهم وفق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير مقرن بن عبدالعزيز، وولي ولي عهده الأمير محمد بن نايف لما فيه خير العباد والبلاد، واجعلهم خير خلف لخير سلف، وأدام الله على بلادنا الأمن والإيمان. م. الهندسة الميكانيكية