توقع خبراء سياسيون واستراتيجيون مصريون أن تشن الولايات المتحدة الأمريكية ودول غربية حرباً محدودة على سورية من خلال أهداف بعينها عن طريق الجيش الحر. وقال اللواء محمد قدري سعيد، رئيس وحدة الدراسات العسكرية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إنه لن يكون هناك تدخل عسكري للولايات المتحدة بشكل مباشر في سورية، لأنها تعلم أنها ستكون عملية عسكرية معقدة نتيجة وجود تهديدات من دول كالصين وروسيا وإيران بالرد على عملية مماثلة». وأشار اللواء قدري إلى أن الولايات المتحدة ستتحرك من خلال مد أحد طرفي الصراع داخل سورية وهو الجيش الحر بالسلاح والمال ولن تستطيع القوات التابعة لبشار الصمود في وجه إمدادات أمريكا لوقت طويل، وستفقد قوتها وتصبح الأمور في يد الجيش الحر دون تدخل مباشر من الولايات المتحدة. وأوضح قدري أن مصر والجامعة العربية ليس لديهما ما يمكن فعله حال اتخاذ قرار بالتدخل العسكري في سورية من جانب الولايات المتحدة، وتوقع السفير محمد العرابي رئيس حزب المؤتمر ووزير الخارجية المصري السابق أن تشن القوات الأمريكية حربا جوية محدودة على سورية تسهدف بعض المنشآت الحيوية. ويرى الدكتور عماد جاد، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، ونائب رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، أن ما يجري على الساحة من اتون حرب متوقعة ضد سورية هي حرب باردة تدور بين روسيا وأمريكا فى الشرق الأوسط من عبر سورية، من جانبه، أكد محمود عفيفي، عضو المكتب الإعلامي لجبهة 30 يونيو، أن الحل في سورية لابد أن يكون سياسيا لوقف نزيف الدم وحماية سورية من خطورة التدخل الغربي العسكري. وطالب عفيفي الدول العربية بضرورة الضغط على النظام السوري من أجل أن يكون هناك حل سياسي في سورية، بمقتضاه يرحل بشار الأسد عن الحكم، وكذلك تسوية الوضع مع المعارضة الوطنية حفاظًا على سورية من التقسيم، وإعلان رفضهم للتدخل العسكري في سورية. وقال اللواء أركان حرب عبد المنعم كاطو الخبير الاستراتيجي والعسكري، إن عملية توجيه ضربة عسكرية أمريكية للأراضي السورية تخضع إلى تقديرات متعددة، أولها ضرورة السؤال حول مدى جاهزية الولايات المتحدة الأمريكية لتوجيه تلك الضربة من عدمه، وكذلك، الأهداف التي سيتم توجيه تلك الضربة إليها، ومدى إمكانية ملائمة المناخ فى منطقة الشرق الأوسط خلال الوقت الراهن للسماح بضربات عسكرية من ذلك النوع أم لا؟ ومدى الخسائر التي قد تلحق بالجانب الأمريكي حال التنفيذ، والأطراف الدولية المحيطة بالموضوع. وقال كاطو إن الأسطول «الروسى» موجود في ميناء طرطوس السوري، ولن تجازف أمريكا بتوجيه أي ضربة عسكرية في ظل وجوده بالقرب من الميناء السوري، متوقعا أن تكون الضربة الأولى بالصواريخ «توما هوك»، وليس من خلال الطيران، حتى لا تتكبد القوات الأمريكية الكثير من الخسائر، حيث إن الحروب الحديثة تعتمد بشكل أساسي على استخدام الصواريخ الدقيقة والضربات عن بعد، في بداية الحرب. وبيّن كاطو أنه حال تفرد الولايات المتحدة الأمريكية بتوجيه ضربة عسكرية ضد سورية، ستقع تحت الكثير من الضغوط الدولية، ستقود الموضوع في النهاية إلى مجلس الأمن الذي سيصوت غالبا، بالرفض من جانب روسيا والصين على أي قرار بالعمل العسكري ضد سوريا، مرجحا أن تكون التقارير الإعلامية التي يتم نشرها عن التحركات الأمريكية مجرد تكهنات وتوقعات وحرب نفسية موجهة ضد النظامين السوري، والروسي.