أيًّا كان الفائز لم تكن مدريد ستتجنب ليلة من الاحتفالات. واحتشد الآلاف من مشجعي ريال مدريد وهم يهتفون «الأبطال» ويرتدون قمصان فريقهم البيضاء في شوارع العاصمة الاسبانية أمس الأول السبت بعد دقائق من فوز ريال 4-1 على غريمه في المدينة اتليتيكو مدريد في نهائي دوري أبطال اوروبا لكرة القدم في لشبونة. وزحف المشجعون السعداء - الذين ظنوا في وقت ما أثناء المباراة أن لقب ريال العاشر في البطولة الاوروبية يبتعد - الى ساحة سيبيلس وهي معلم شهير في وسط مدريد يحتفل فيها الفريق بانتصاراته وتبعد أقل من كيلومتر واحد عن الموقع المعتاد الذي يحتفل فيه اتليتيكو. واستمر صوت الموسيقى العالية من منصة احتفالات حتى نحو السادسة صباحا بالتوقيت المحلي عندما وصلت أخيرا حافلة ريال التي كانت تقل اللاعبين المرتدين لقمصان كتب عليها «العاشرة» في إشارة إلى إحراز اللقب للمرة العاشرة بعد انتظار دام 12 عاما. وكتب مشجع في تغريدة عبر تويتر «رغم انتظاري ست ساعات للاحتفال بفريق ريال مدريد فإن اللقب العاشر لا يقدر بثمن». وبالنسبة لمشجعي اتليتيكو كان من الصعب تقبل الهزيمة 4-1 في أول نهائي لدوري الأبطال يجمع فريقين من المدينة ذاتها. وبعد الاحتفال بلقب الدوري الإسباني في شوارع العاصمة منذ اسبوع واحد فقط فشل اتليتيكو في الحصول على ما كان سيصبح لقبه الأول على الاطلاق في الكأس الاوروبية على يد غريمه اللدود وجاره الأكثر ثراء بطريقة تحطم القلوب. وكان اتليتيكو على مشارف الانتصار قبل أن يسجل سيرجيو راموس مدافع ريال هدفا في الدقيقة الثالثة من الوقت المحتسب بدل الضائع ليجعل النتيجة 1-1 ويرسل النهائي الى وقت إضافي. ورغم خيبة أمل مشجعي اتليتيكو الذين تعين عليهم تحمل ليلة من الاحتفال الصاخب لجماهير ريال إلا أن المشاعر بين الجانبين ظلت جيدة. واختلط المشجعون، بل ان البعض من مشجعي ريال أظهروا تعاطفا مع المنافس المهزوم الذي لم يكن مرشحا للفوز. وقال رجال الأعمال مانويل بورجوس وهو مشجع قديم لريال شاهد المباراة في مطعم البيتزا ذاته «كانت هزيمة زائدة عن الحد.. استحق اتليتيكو نتيجة أفضل». وأعلنت خدمات الطوارئ في مدريد إصابة 233 شخصا خلال الاحتفالات ونقل 37 منهم إلى المستشفيات رغم أن كل الإصابات كانت بسيطة.