قال وزير الصحة الدكتور عبد الله الربيعة، إنه لم يقدم شيئًا حتى الآن للوطن الذي يستحق منه المزيد، مشيرًا إلى أن الندم على تولي المنصب يعد هروبًا من المسئولية؛ حيث يجب على المسئول أن يقبل التحدي لخدمة الوطن. وطرح الإعلامي علي العلياني ملفات الصحة على "مائدة الثلاثاء "ضمن لقاء خاص مع الدكتور الربيعة الذي قال " إن تعلقه بدراسة الطب جاءت بعد حادث في طفولته، وألم شديد أصابه من جراء خياطة الجرح، فقرر حينها أن يكون طبيباً ليخفف الألم، وأضاف: "بدايات دراسة الطب كانت صعبة جداً علي بسبب ضعف لغتي الإنجليزية مع ضخامة وصعوبة المقررات الدراسية وقد كنت من أوائل السعوديين الذين درسوا بجامعة ألبرتا، فأثبت أن الكوادر السعودية قادرة على تحمل المسؤولية." وقال الربيعة : "في العمل بالجراحة ستجد أن أغلب الناس راضون عنك، أما في الإدارة فطبيعي ألا يرضى عنك 50% على الأقل من الناس". وأشار الدكتور الربيعة إلى أن إدارة ملف حساس مثل الصحة في بلد ضخم كالمملكة؛ يجب أن يجعل المسئول محل انتقاد الناس أغلب الوقت. مضيفًا أن وزارة الصحة تعلم أن هناك أخطاء طبية، ولا تتهرب منها، لكن تهتم أكثر بآلية كشف الخطأ، ومنع تكراره. ولفت إلى أن الوزارة لديها نظام إلكتروني لرصد الأخطاء الجسيمة، ويضمن وصولها للمسئولين وللوزير أولا بأول، مؤكدًا أن المملكة لديها 21 هيئة صحية طبية مؤهلة لا سلطة للوزير عليها تضمن الفصل بشفافية بين المواطن والوزارة. وأكد الدكتور الربيعة أن الوزارة دوما في صف المواطن، وتتدخل كثيرًا لوقف الأخطاء، وقال: "أوقفت الكثير من الممارسين المخالفين". معقبًا أن وزارة الصحة تضع جميع منشآتها تحت مراجعة الهيئات الطبية الدولية والرسمية حفاظًا على سلامة المواطن، لافتًا إلى أن وزير الصحة جزء من منظومة وطن، يعمل وفقًا للقوانين، ويحاول مراعاة مصلحة الجميع، ولا يعاقب أحدًا وفق رؤيته. وتابع أنه يتمنى من المواطنين الإقبال على تطعيمات الأنفلونزا المستجدة H1N1 للحماية من أنفلونزا الخنازير، لافتًا إلى أن أصعب موقف تعرض له في الوزارة عندما طلبوا منه مخاطبة المسلمين لتأجيل الحج أيام "أنفلونزا الخنازير". وأشار وزير الصحة إلى أنه مواطن قبل أن يكون وزيرًا، وقال: "وما يؤلم المواطن يؤلمني كثيرًا". مشيرًا إلى أن المملكة من أعلى دول العالم في أمراض تسوس الأسنان!. وأكد الربيعة أن النظام الجديد لتحفيز الأطباء يتيح للوزارة الآن فتح المزيد من العيادات المسائية للحد من الاختناق بالمستشفيات، لافتًا إلى أن الوزارة لديها مبادرتان من خادم الحرمين الشريفين، وفر لهما 2 مليار ريال ستتيح مراكز متخصصة لغسيل الكلى خلال شهرين. وأكد أن الصحة حق للجميع يقتضي العدالة بين المواطنين، "وفعلنا مؤخرًا نظامًا إلكترونيا للتحويلات الطبية للمستشفيات"، مشيرًا إلى أن كل منطقة بالسعودية سيكون لديها مركز قلب، ومركز أورام، حتى لا يتكبد المواطن معاناة الانتقال للمدن الكبرى. وأضاف أنه يَعِدُ المواطنين بأن يعمل وكافة قيادات الوزارة على خدمتهم ليلا ونهارا، تحقيقًا لتوصيات خادم الحرمين، مشيرًا إلى أن 26 مستشفى جديدة سيتم افتتاحها خلال 2014، تغطي كافة المناطق بالمملكة، و46 مشروعًا طبيا جديدا سوف يكتمل تنفيذها وتشغيلها للمواطنين خلال العام الجاري 2014. وأشار إلى أن العمل يجري على قدم وساق في مدن الملك خالد الطبية، والملك عبد العزيز، والملك فيصل، لخدمة مناطق الجنوب والشمال والشرق، ونوه إلى أن كل وزير قدِمَ إلى وزارة الصحة وضع لمسته في خدمة الوطن، لذلك لن أناقش آراء الوزراء والزملاء السابقين. وشدد "من يعرف من زملائي مشروعا طبيا واحدا ألغيته، فليشر إليه، ويقول لي أنت ألغيت مشروع كذا، مشيرًا إلى أن كل ما اعتُمد من مدن طبية في عهد الوزراء السابقين نُفذ بعد تعديل المعايير الطبية". وأكد أن لوزارة الصحة خطة استراتيجية معتمدة موضوعة على موقع الوزارة ستوفر 3.5 سرير لكل مواطن قريبا، مشيرًا أن التأمين التجاري يجب أن يدرس بتأنٍّ حتى لا يُظلم المواطن. وتابع دراستنا للتأمين التجاري انتهت، ورفعت في شعبان الماضي، وتدرس حاليا بالجهات المعنية لضمان صلاحيتها لخدمة المواطن. وأكد أن هناك معاناة من شح الأراضي، ولا يزال لدى الوزارة أكثر من 100 مشروع متوقفة لعدم توافر أراضٍ لها، مشيرًا إلى أن وزارة الصحة صححت أوضاع أكثر من 9000 مستخدم ومستخدمة بقطاعاتها خلال العامين الماضيين بالتعاون مع المالية. وأضاف: خريجو المعاهد الصحية ضحية لنظام المعاهد الصحية التجارية، ومؤهلاتهم لم تكن تتماشى مع المعايير العالمية. مضيفًا: عينت أكثر من 75 ألف خريج للمعاهد الصحية أثناء وزارتي، وبالرغم من ذلك اتهمت بتجاهلهم، والأمر الملكي الآن باستيعابهم، لافتًا إلى أن كل زميل كفء يعمل خارج المملكة، فالمملكة أولى الآن به. وقال إن الملك عبد الله قائد ووالد، تعلمت منه الصدق والشفافية، ويوصيني دائما بخدمة الناس، ومراعاة الضعفاء. وأكد أنه اتصل اليوم برئيس الفريق المشرف على حالة رهام الحكمي، والفحوصات مطمئنة تماما على حالتها، لافتًا إلى أنه جزء من الشعب السعودي، ومؤشرات الوزارة ستتغير، وسنفعل كل ما بوسعنا لتحقيق رعاية صحية شاملة. وكشف وزير الصحة الدكتور عبد الله الربيعة عن مبادرتين لخادم الحرمين الشريفين وفرتا للوزارة ملياري ريال ستتيحان إنشاء مراكز متخصصة جديدة لغسيل الكلى خلال شهرين، معلنا أن كل منطقة بالسعودية سيكون لديها مركزان، أحدهما للقلب، والآخر للأورام، حتى لا يتكبد المواطن معاناة الانتقال للمدن الكبرى. وختم وزير الصحة السعودي لقاءه عبر قناة روتانا خليجية بقوله :"الملك عبدالله قائد ووالد تعلمت منه الصدق والشفافية ويوصيني دائما بخدمة الناس ومراعاة الضعفاء. أنا جزء من الشعب السعودي، ومؤشرات الوزارة ستتغير، وسنفعل كل ما بوسعنا لتحقيق رعاية صحية شاملة وانا مدين لوالدي بكل شيء في حياتي، فقد كان أستاذي ومعلمي الأول".