×
محافظة المنطقة الشرقية

كميخ ضيفا على (في التسعين)

صورة الخبر

تسود حالة من الترقب والقلق على المستويين الإقليمي والدولي تحسبًا لعملية عسكرية باتت وشيكة ضد سوريا، طبقًا لآراء خبراء إستراتيجيين مصريين استطلعت «المدينة» قراءاتهم لمسارات الأزمة وتداعياتها على الداخل السوري وارتداداتها في المحيط الإقليمي للدولة السورية، مؤكدين أن العملية العسكرية لن تتم قبل حصول أمريكا على غطاء دولي وإقليمي لهذه العملية، بعد أن باتت القوى الغربية تحت ضغوط شعبية وأخلاقية جراء استخدام السلاح الكيماوي فى الأزمة السورية، مستبعدين أى تأثير للموقفين الصينى والروسي لوقف العملية العسكرية. وقال مدير مركز الدراسات الإستراتيجية والمستقبلية الدكتور عادل سليمان: إن الأزمة السورية تزداد تعقيدًا وتأزمًا فى كل لحظة، وتشهد تطورات دولية وميدانية متلاحقة على مدار الساعة، وتسارعت وتيرة الأحداث بعد الاتهامات باستخدام الأسلحة الكيميائية والتأكيد على استخدامها وجارٍ التحقيق من الفاعل سواء الجيش الحر أو النظام السوري. وعن مسارات الأزمة في ضوء التحركات الدولية، قال سليمان: إن مجمل التحركات الدولية يعطي إشارات للتدخل العسكري من جانب الولايات المتحدة فى سوريا، وان الإدارة الأمريكية، ربما تكون قد اتخذت قرارًا بالتدخل العسكري وتسعى الآن للحصول على غطاء دولي لعملياتها العسكرية المتوقعة، كما تسعى واشنطن للحصول على غطاء عربي من الدول العربية التي لها مواقف معارضة للنظام السوري. التفاعل الأمريكي مع الأزمة ينعكس على المنطقة وعن ارتباطات الأزمة السورية والأزمة المصرية قال سليمان: بدون شك هناك ارتباط بين الأزمتين، والتفاعل الأمريكي مع الأزمة السورية سوف ينعكس على المنطقة العربية بكاملها وبما فيها مصر حيث من المتوقع أن ينتج التحرك الأمريكي فى سوريا زيادة في حالة الفوضي التي يعيشها الأقليم. وعن تأثير الموقفين الروسي والصيني على التحرك الأمريكي العسكري فى سوريا، قال سليمان: إنه يجب ألا نبالغ فى تقدير الموقفين الروسي والصيني من الأزمة السورية وأنهما لن يعرقلا بحال من الاحوال المساعي الأمريكية للتدخل العسكري فى سوريا، مضيفًا: إن الموقفين الروسي والصيني في الأزمة السورية هو موقف «برجماتي» وهدفه مساومة الولايات المتحدة والغرب على المصالح في المنطقة، مؤكدًا أن هناك مبالغة فى تقدير الموقفين الروسي والصيني ويعتمد على حسابات خاطئة، وهدف المبالغة في إبراز الموقفين الروسي والصيني هو لتضليل الرأي العام، وأن القراءة الصحيحة للموقفين الروسي والصيني تقول: إن روسيا هي أكبر شريك تجاري للاتحاد الأوربي وأن الصين هي أكبر شريك للولايات المتحدة وأن كلاهما لن يضحي بمصالحه الاقتصادية من أجل سوريا.. وعن توقيت العملية العسكرية ضد النظام السوري، قال سليمان: إنه لا أحد يستطيع التنبؤ بتوقيت العملية العسكرية تجاه نظام دمشق وان التوقيت يحدده صانع القرار الامريكي فقط وطبقا لتقديره للموقف، وفي ضوء قراءته يتم تحديد توقيت العملية العسكرية. أكبر التداعيات تطال لبنان والعراق وايران من ناحيته قال رئيس اركان حرب الجيش المصري السابق الفريق محمد علي بلال: إن قضية الأسلحة الكيميائية يجري الترويج لها لاستخدامها كذريعة للضغط على النظام السوري، واستخدامها أيضا من أجل تقديم بشار الأسد للمحاكمة أمام المحكمة الجنائية الدولية واستبعد قيام الولايات المتحدة بعمل عسكري تجاه سوريا، وانها فقط تسعى لاستغلال قضية استخدام نظام الأسد للأسلحة الكيميائية كورقة ضغط، وعن تداعيات العمل العسكري في حال حدوثه قال بلال: إن العملية العسكرية تجاه سوريا سوف يكون لها تداعيات اقليمية ودولية خطيرة، وأن أكبر هذه التداعيات سوف يكون من نصيب لبنان والعراق وايران وسوف تكون له ارتدادات دولية على موقف روسيا والصين، وأن سقوط نظام الأسد سوف يضعف بشدة الوجود الصيني والروسي في المنطقة وسوف يزيد من حالة عدم الثقة بين الصين وروسيا وبين حلفائهم في المنطقة، وأن الفائز الوحيد من حالة عدم الاستقرار فى سوريا ومصر الآن هو اسرائيل فقط، وأن الخسارة الكبرى سوف تلحق بالقضية الفلسطينية التي تشهد انحسارًا وتراجعًا من تصنيفها بقضية الصراع العربي الاسرائيلي الى القضية الفلسطينية والآن الى قضية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين. المشهد السوري بالغ التعقيد والخطورة من جانبه قال السفير محمود فرج مساعد وزير الخارجية السابق: إن المشهد السوري أصبح بالغ التعقيد والخطورة وزاد من هذه الخطورة استخدام أسلحة كيميائية وهو ما يخلق ضغطًا من جانب الرأي العام الغربي على حكوماتهم، مشيرًا إلى أن هذه الحكومات باتت أمام ضغط شعبي وأخلاقي، بعد أن وصلت الأمور إلى مستوى الأسلحة الكيميائية والتي توفر أسبابًا موضوعية لأي عمل عسكري سيتم تحديده خلال الأيام المقبلة واتفاق الحلفاء الغربيين وشركاء إقليميين على نوعية هذه الضربة،وهل هي محدودة أم موسعة، وإن كنت أرجح أن تكون العملية العسكرية جوية يتم من خلالها شل قدرات النظام وتوفير دعم لوجيستى لقوات المعارضة لحسم المعركة ميدانيًا. وأشار فرج إلى أن العملية العسكرية سوف ترافقها تداعيات خطيرة على منطقة الشرق الأوسط ومن المرجح أن تظهر هذه التداعيات بصورة كبيرة في دول الجوار، خاصة لبنان والعراق والأردن، كما أنه من المرجح أن تكون لها امتدادات إقليمية نظرًا لتداخل أطرافًا إقليمية ودولية فى الأزمة السورية، خاصة إيران وروسيا والصين، وهى دول تعارض أى إجراءات عسكرية ضد سوريا نظرًا لتشابك مصالحها مع النظام السوري، ولا أتوقع أن تقف مثل هذه الدول مكتوفة الأيدي مما يزيد من مخاطر وصعوبة العملية العسكرية المرجحة، وأن هذه الصعوبات تدفع الولايات المتحدة الأمريكية إلى السعي لإيجاد غطاء دولي وإقليمي لمثل هذه العملية، وأن توقيت العملية مرهون بإنتاج هذا الغطاء الدولي والإقليمي. المزيد من الصور :