في ظل غياب مراكز متخصصة لعلاج الإدمان، يطالب غير قليل من المواطنين في المدينة المنورة بتهيئة مجمع الأمل والصحة النفسية الجديد، مشيرين إلى أن ذلك سيحقق الدورة الضرورية لعلاج المدمن وانتشاله من الإدمان حتى عودته مواطنا صالحا في المجتمع، فضلا عن كونه سوف يخدم المناطق والمحافظات التابعة للمدينة المنورة بشكل كبير. يقول حسن سلمان: إن المتعاطي يبقى غافلا إن لم يجد من يساعده على العلاج ويستمر في الطريق المؤدي إلى الهلاك حتى يتم القبض عليه من خلال إدارة مكافحة المخدرات، ليجد نفسه خلف القضبان ويتنهي تصنيفه إلى فئة المجرمين والمفسدين وأرباب السوابق. ومن جهته، يرى نبيل الجويسر أن ابتلاء الأسرة بإدمان أحد أفرادها يشكل خطورة كبيرة في ظل عدم الاهتمام بهذه الفئة ورعايتها من قبل الصحة، مضيفا أن تخصيص مجمع الأمل والصحة النفسية في المدينة لا بد أن يعجل بتوفير خدماته لعدة حالات تتطلع إلى أن تحظى بالعلاج في سرية تامة، خاصة أن ليس في مقدور جميع الأسر معالجة أبنائها خارج المدينة ولا دفع تكاليف علاج الإدمان لدى مراكز خاصة خارج المملكة. أما أحمد بلول فيدعو إلى توفير العلاج للمتعاطين ما سيحد من انتشار هذه الآفة، مؤكدا أن الاهتمام بالعلاج والتعافي من التعاطي سيكون دافعا قويا لانتشال المدمن من الضياع، وعاملا إيجابيا في الإصلاح والتأهيل السوي، مشيرا إلى ندرة المستشفيات المتخصصة في المملكة مقارنة بأعداد المدمنين. إلى ذلك، أوضحت مصادر «عكاظ» أن حالات الإدمان في المدينة يتم تحويلها إلى مستشفى الأمل في جدة، مشيرة إلى وجود صعوبة كبيرة في حجز سرير في المستشفى الذي يحتمل أكثر من طاقته، كونه يخدم 7 مناطق في المملكة منها نجران وجازان وعسير والباحة والمدينة وتبوك إضافة إلى المنطقة الغربية بأكملها. وأكدت المصادر أنه يتم تحويل ثلاث حالات يوميا من المدينة المنورة إلى مستشفى الأمل في جدة، إضافة لحالات من جميع المناطق، ما يؤثر على دورة علاج الإدمان والتخلص من السموم. وعلمت «عكاظ» أن مجمع الأمل والصحة النفسية بمنطقة المدينة المنورة يلجأ إلى تحويل حالات الإدمان التي تحتاج إلى تنويم إلى مستشفى الأمل في جدة نظرا لعدم توفر كوادر طبية متخصصة لعلاج الإدمان في مجمع الأمل والصحة النفسية بالمدينة حتى الآن، رغم تجهيز المبنى الذي تم الانتقال إليه نهاية العام الماضي، مزودا بأجهزة التحاليل الخاصة بحالات الإدمان في المختبرات. إلى ذلك، يؤكد المدير التنفيذي المكلف بإدارة المجمع سهل علي نور، تحويل الحالات التي بحاجة إلى التنويم إلى مستشفى الأمل في جدة، مرجعا أسباب عدم تنويم حالات الإدمان وتفعيل قسم علاج الإدمان في المدينة المنورة، إلى عدم توفر الفريق الطبي المعالج، مؤكدا أن هناك ندرة في تخصص علاج الإدمان إضافة إلى وجود بعض المعوقات في توفير المتخصصين، لافتا إلى أنه تم طلب أطباء استشاريين وأطباء مختصين في هذا المجال، فيما تم رفع أكثر من وظيفة للتعاقد معهم بنظام التشغيل الذاتي.