النسخة: الورقية - سعودي على رغم توجيهات الدولة ما زالت الظاهرة قائمة، وآخرها ما حدث لقريبتي وجعلها تشتاط غضباً لتتصل بي وصوتها تخنقه الدموع، قائلة: هل ستتمكنين من الكتابة عن هذا الموضوع بشكل واضح؟ فأجبتها: لقلمي شرف، وشرفه أن أكتب كل ما أعرفه. القصة أنها ذهبت يوم 22- 7 - 1435 إلى مركز صحي حي السلامة لتطعيم أبنائها، فحدث لها ولغيرها الآتي «إحدى ممرضات غرفة التطعيم وأكبرهن سناً أخبرتهن بأن أولوية التطعيم للسعوديين ثم الأجانب وليس لأولوية الحضور... ثم أردفت: متى ربنا يريحنا منكم.. جايين بلدنا وتقرفونا». بالطبع صمت الجميع ولم يعترض، فالممرضة فرضت على زميلتها الأخرى - الطيبة التي لم تصدر مثلها أفعالاً مشابهة «عدم تقديم الخدمة، وأمرتها بعدم فتح باب غرفة التطعيم وألا تطعم أي طفل حتى تنتهي من خناقة على الماشي في الغرفة المجاورة». سؤالي هل المراكز الصحية مطار الأولوية فيه للمواطنين والمواطنات، على رغم أن المطار لا يفعل ذلك فهو يخصص صفاً أو صفين للمواطنين والمواطنات، ولا يميّز بين المواطن والمقيم إلا بالصفوف فقط، وهذا أمر تفعله غالبية المطارات وليست جميعها.. وهل هناك فعلاً تعميم من وزارة الصحة بتقديم الخدمة للسعوديين أولاً؟ وهل يُرضي وزارة الصحة أن تتم إهانة ضيوفنا في مراكزنا الصحية؟ أما سؤالي المنطقي لماذا لم تتقدمي بالشكوى لمدير المركز فور حدوث الموقف؟ فأفادت بأنها وغيرها شعرن بالغصة وفضلن الصمت، لأنها تستطيع أن تأخرهن وتستطيع أن تزيد من السخرية والإهانة.. زميلتها صمتت وهي مواطنة مثلها ولم تعترض على أسلوبها البغيض فماذا تتوقعين منا؟ شاهدت بعيني وحضرت مواقف مشابهة، آخرها في سوق الشاطئ حيث حضرت إحدى السيدات وأهانت العامل أمام الجميع، طالبة منه رد العربون لأن العباءات التي طلبتها لم تعجبها، بالطبع لا تتوقعوا أن السيدة طلبت منه العربون بهدوء أو بأدب.. لا بالطبع إنما كان بصوت عالٍ جداً «مرددة شايفني هندية.. والله لأقفلك المحل.. لا تخليني أضربك». العامل كان كبيراً في السن ورفض في البداية قائلاً: أنتِ طلبتِ هذا الموديل بهذا الشكل.. ولما رآها تقترب منه بالتهديد والوعيد أعطاها الـ50 ريالاً.. فهل الـ50 ريالاً تستحق كل هذا الصراخ والتعالي والفوقية والتهديد؟ وهل هذا «الاستعراض» لا يدلل على... شيء؟ قبل أسابيع عدة كنت في مركز ساكو، وكانت أمامي إحدى السيدات تبتاع صحوناً للشوربة ذات طابع مكسيكي اشترت منها كمية كبيرة، وعند الحساب طلبت بصورة عجيبة من العامل أن يضع كل طبق في ورق جرائد ثم يضع كل طبق في كيس بلاستيكي ثم كرتونة صغيرة قبل أن يضعها في الكرتونة الكبيرة الأصلية، على رغم أنها كافية جداً للحفاظ على الأطباق.. وعندما رفض المحاسب قالت بعلو صوتها: «إلا.. حتغلفها زي ما قلت لك صحون عمر أهلك ما شافتها أنا دافعة فيها 3 آلاف ريال تشتريك أنت نفسك!». حضر مدير المحل وقام بما طلبته منه السيدة، وعلى رغم ذلك ظلت تكيل الشتائم ذات الطابع العنصري وسط ذهولنا جميعاً. أختم بتصريح هيئة مكافحة الفساد بأن 80 في المئة من الفساد سببه ضعف الوازع الديني، وأنا أصرّح بدوري بأن هذا الفساد الأخلاقي وغيره بسبب عدم وجود أنظمة تجرّم ألفاظ العنصرية، وعدم معاقبة من يقوم بها، وعدم معرفة الضحية إلى من يتجه وهل سيأخذ حقه أم لا؟