ماذا لو اتّبعت في محاسبة نفسك نظام المحاسبة السنوي (الموازنة) الذي تتبعه الشركات والدول كل عام لتغلق الحساب الختامي وأنت أكثر بصيرة بما عندك من سلبيات وإيجابيات في المال والعلاقات والتصرفات. لن يكون الكلام هنا عن تقصيرك في العبادات وعلاقتك بمن سوّاك فعدلك فهذه محاسبات إن لم تستشعرها في صلاتك وسائر عباداتك وسلوكياتك فلا بد أن تعيد مراجعة كل شيء أنت له وتعيش من أجله. ولكن ماذا لو أُتيحت لك الفرصة أن تراجع المحطّات والمواقف التي مررت بها في عام مضى لتبدأ عامك الجديد بهمّة ورؤية. وحتى تتّضح الصورة أكثر سأحاول أن أضع أمامك ما اسميه أبرز الأخطاء العشرة التي نراها ولا نراها لعلّك تراعي آثارها في مسيرة العام الجديد وهي: الخطأ الأول: أن تظن أن الفرص الذهبية لا تعود سواء في المال أو العلاقات. فأنت إن استسلمت لهذا الظنّ لن تتهيأ يوما لاقتناص روائع الفرص المثمرة على أغصان العام القادم، وستظل تلوم الحظ والمدير والشريك بلا طائل. الأيام حبلى بالفرص وهي تنتظر الصياد الماهر الذي يحسن التهديف والتوقيت. الخطأ الثاني: أن تواصل تتبّع ونشر الشائعات عن منافسك "فلان" وأين وصل وكيف وصل وماذا حصل. تقول بعض الدراسات إن الأشخاص الناجحين في الحياة هم الأقلّ تتبّعا لعثرات منافسيهم وأنّهم أيضا الأكثر دعماً لمن خذلوهم في أزماتهم. الخطأ الثالث: أن تظن أنّك في تخطيطك لغمط حقوق الناس، والتقليل من شأن الناجحين الموفقين ستفوز بالرضا والفلاح. تأكّد أن محترف إطفاء أضواء الآخرين سيضطر آخر العمر إلى المشي في الظلام وحيدا لأنه لن يحسن إشعال الضوء حتى لنفسه. الخطأ الرابع: أن تعتقد أن ضوء وضوضاء المنصب وزحام الناس على (المكان) حولك هو حق دائم أو (مكانة) أزليّة تدوم لك. اعلم أن من رقصوا لك أدّوا نفس الرقصة أمام من قبلك وسيرقصون على أهازيج مغادرتك أمام من سيأتي بعدك قريبا. الخطأ الخامس: أن تؤجل إحسانا كنت نويته لمستحق، بادر فقد لا تملك الإمكانيات أو الوقت والقرار فيما بعد. ألم تقرأ بأن خير البر عاجله. الخطأ السادس: أن يسرق العمل ومستلزماته أجمل أوقاتك. إيّاك إياك أن ينتظرك الصغير حتى ينام أو يترقّبك الحبيب حتى يملّ أو يعذرك الصديق حتى يسأم. الخطأ السابع: أن تقضي معظم ساعات الليل والنهار وأنت تهذر على الشبكات الإلكترونية والمراسلات الهاتفية. هل نسيت أنّها وسائل لا غايات وستحل بك الندامة إن قتلت الوسيلة غاية. الخطأ الثامن: أن تهمل إتقان ما تعمل منشغلا في معظم ساعات يومك بالسؤال عن ماذا يقول الناس عنك. والأسوأ إن تقضي بقية الوقت وأنت تبرّر للمتربصين دوافع أعمالك. الخطأ التاسع: أن ينقضي عامك القادم مثل سابقه الذي انتهى وأنت ما زلت (تشقى) في رسم خطط إسعاد نفسك ومن حولك. يا عزيزي: السعادة قرار واختيار لا تصنعه الخطط. الخطأ العاشر: ألا تملك الشجاعة الكافية لاتخاذ القرار الصحيح المؤجل منذ العام الماضي وربما منذ أعوام. لا تتردّد هذا العام طالما اتخاذ مثل القرار (الجريء) سيسعدك ويوجّه بقية مشوار حياتك للأفضل. مسارات قال ومضى: انجز ما وعدت، (فالوعود) (رعود) قد تمطر، وقد تملأ الفضاء ضجيجا بلا مطر.