في مقالي السابق بعنوان «شروط للزواج الجماعي» قلت إن عدد السكان في المملكة يتزايد بكثرة وبما يفوق المعدلات الطبيعية، وواضح ذلك جدا في ازدحام المدن والضغط على الخدمات.. إلخ، وطالبت بضرورة تعليم العرسان الجدد ضوابط النسل وتنظيمه، إذ تنتشر هذه الأيام ظاهرة «الزواج الجماعي» الذي تنظمه جمعيات خيرية في حفل لمئات العرسان وبحضور تشجيعي لأمراء المناطق، وهذا أمر جيد وتعاون على الخير، الزواج حاجة ضرورية لإشباع الغريزة الجنسية بطريقة شرعية وتؤسس لأسر نرجو أن تكون سعيدة تعطي أطفالها كل العناية الضرورية لنشء سليم يكون متعلما بتربية راقية يرجى لمستقبل زاهر، وهذا لا يكون إلا بتنظيم النسل ليتمكن والداه من تربيته بعناية، وذلك في حدود طفلين أو ثلاثة على الأكثر، فزيادة العدد في الأولاد غير محمودة ومرهقة ومجلبة للجهل والتخلف. الزيادة السكانية في المملكة الآن في حدها الأعلى ويجب تنظيمها وإعادتها إلى معدل صحي 1 % أو 1.5 % على الأكثر، في جريدة الاقتصادية (21/8/2013) دراسة صادمة عن النمو السكاني المتوقع في المملكة عام 2020م أي بعد سبع سنوات إلى 37.2 مليون نسمة، وذلك بناء على حسابات النمو السكاني السنوي لآخر تسعة أعوام (أي بمعدل 3.3 %) وفق بيانات مصلحة الإحصاءات العامة، هذا معناه أن عددنا في آخر عام 2013م سيبلغ 30 مليون نسمة، وهكذا يستمر النمو الذي «يشفط» كل خططنا التنموية والخدماتية ويشكل ضغطا على كل الموارد، وصدقوا توقعات الاقتصاديين الذين قالوا بأننا سوف نستورد الوقود البترولي لمعداتنا خلال أعوام قليلة. لهذا الخطر الداهم نطالب بوضع خطط لتنظيم النسل.