×
محافظة المنطقة الشرقية

60 مليار ريال تكلفة مشروع «نقل الدمام» .. والانتهاء في 2021

صورة الخبر

النسخة: الورقية - دولي في اختتام جولة المفاوضات النووية في فيينا أعلن كبير المفاوضين الإيرانيين «عدم تحقيق تقدم». فعمّ الفرح قلوب القلقين من نتائج هذه المفاوضات والقلق قلوبَ المناصرين. ومن لم يخفِ فرحه سعى الى إثبات وجهة نظره وحذّر من الوقوع في حبائل الغرب الذي يريد انتهاك الحقوق الإيرانية، وإلى عرقلة هذه المفاوضات والحؤول دون إبرام «اتفاق تركمانجاي» (بين الإمبراطورية الروسية والدولة القاجارية) جديد. وألمّ القلق بآخرين ازاء العقوبات الاقتصادية. ففشل هذه المفاوضات يعني فقدان فرصة انعاش الاقتصاد الإيراني والعودة الى النقطة صفر. ونجحت حكومة حسن روحاني في كسر حاجز عدم الثقة في العلاقات بين طهران وواشنطن، وخفّفت التوتر بين إيران والغرب بسبب الملف النووي. وارتفع مستوی اللقاءات الجانبية المباشرة وغير المباشرة بين اعضاء السلكين الديبلوماسيين الإيراني والأميركي والاجتماعات الودية بين طهران والدول الغربية الأخرى في مجموعة 5+1 وأشاع التفاؤل بإمكان التوصل الی حلول تصب في مصلحة الجانبين. تزامن ذلك مع اصوات شكّكت في إمكان التوصل الی نتائج إيجابية. وأثبتت نتائج اجتماع فيينا ان القضايا العالقة لن تحل بهذه البساطة، وأن رضا الجانبين لن يبصر النور في مثل هذه المدة القصيرة وهو يقتضي عملاً ديبلوماسياً طويل النَفَس. والديبلوماسيون الإيرانيون الذين يقدّرون «حساسية» الرأي العام لنتائج المفاوضات ويعرفون اهداف حكومة روحاني، لم يرضخوا لمطالب الجانب الآخر حين أيقنوا انها تتعارض مع «المصالح الوطنية»، ولم يكونوا مستـــعدين لإبــــرام اتفاق بأي ثمن. فـ «عدم الاتفاق» هو افــــضل من «اتفاق سيّء». وتجب الإشادة بموقف الفـــريق المفاوض في الدفاع عن المصالح الإيرانية. ولا ريــــب في ان الطعن في الديبلوماسية النووية التي قــــادت المــــفاوضات فـــي هذه المرحلة بذريعة عدم التقدم في جولة فيينا بعيد من الموضوعية، ويقوّض «المصالح الوطنية» عشية استئناف المفاوضات المقبلة. وتعود الوتيرة السريعة للمحادثات الى تناولها الأطر العامة، ولكن من الطبيعي ان تتعقّد عندما تبحث في التفاصيل. ويريد الطرفان الحصول علی امتيازات، لذا، يتعرض كلٌّ منهما لضغوط الجانب الآخر. واجتماع فيينا هو بداية فصل جدي لبلوغ اتفاق نهائي. وعليه، التزم جميع المفاوضين مواقف حادة من اجل الحصول علی امتيازات اكبر في مقابل تنازلات اقل، لذلك تناقش عواصم القرار الموقف قبل ان تبلغه المفاوضين. وستظهر نتائج الجولة السابقة بعد انتهاء الجولة المقبلة. ولا ريب في أن الديبلوماسيين «النوويين» الإيرانيين يحتسبون مصالح بلادهم في مناقشة مطالب الجانب الآخر، وإذا التقت مصالح الجانبين في نقطة معينة، خدمتهما. وإذا كانت المواقف متباينة لن تتقدم المفاوضات. وما لم تتضح صورة المفاوضات المقبلة، ليس القلق ازاء المحادثات او الترحيب بها في محله. والمسؤولية التاريخية تقتضي عدم إلحاق الضرر بالمفاوضات لغايات حزبية.     * رئيس التحرير، عن «شرق» الإيرانية، 18/5/2014، إعداد محمد صالح صدقيان