.. أتاحت لي أيام العيد فرصة لمعاودة قراءة بعض الكتب التي كنت قد استعجلت في مطالعتها والكتابة عنها إثر وصولها لي. وكان من بين الكتب التي استعدت مطالعتها الجزء الثامن من سلسلة الكتب التي أصدرها معالي الدكتور عبدالعزيز الخويطر رحمه الله .. وحدث في هذا الجزء أنه نسبت هذه الأبيات التي يرددها الكثير للسيدة سكينة بنت الحسين بن علي رضي الله عنهما، وقيل إنها للإمام الشافعي رحمه الله فوجدتها في ديوانه: سهرت أعين ونامت عيون لأمور تكون أو لا تكون إن ربا كفاك بالأمس ما كان سيكفيك في غدٍ ما يكون كما روى معالي الدكتور عبد العزيز الخويطر عن إحدى السيدات أنها لا تكاد تنتهي طرائفها، ولها ذاكرة قوية وهي لا تنسى ما يمر بها من طرائف، وهي شجاعة لا تخفي ما يعده غيرها خطأ يجب أن يستر، وهذه شفافية متناهية منها. ومن تلك الطرائف ما روته عن نفسها بنفسها، قالت: كنت ذات ليلة على سطح بيتنا مع أمي وحدنا، ولم يكن عندنا سراج نستضيء بنوره، وكان وجه أمي تجاه الدرجة التي تصعد من المصباح إلى السطح، وظهري إليها، قالت أمي: بسم الله الرحمن الرحيم فقفزت إلى حجر أمي، وحضنتها بقوة، فقالت لي: ماذا جرى لك؟ ما بك؟ قلت لها: إنك لم تقولي «بسم الله الرحمن الرحيم» إلا لأنك رأيت جنيا يصعد الدرج، أو رأيت رأسه على الأقل مطلا من الدرج. ومن طرائفها أن ابن بنت أختها مرض، واستدعوا له طبيبا، وكانوا في مكة فلما جاء الطبيب ليعطيه إبرة، دواء لمرضه، فأبى أن يأخذها، وأصر على الرفض فقالت ـ رحمها الله ـ : لا يجوز أن يعود الطبيب خائبا، وتضيع الإبرة، دعوه يضربني بها. قال لها من حولها: إنك بخير وعافية، ولا تحتاجينها. قالت: زيادة العافية عافية. قالوا: إنها لتخفيف الحرارة، وأنت ليس عندك حرارة. قالت: هذا أحسن فحرارة الطقس اليوم على أشدها، ولم تقتنع إلا بعد لأي، وأظن أن هذا لم يكن جهلا منها، ولكنها أملت أن يكون في التظاهر بأخذها ما يقنع ابن العائلة، الذي لم يقتنع بهذا، وعاد الطبيب والتمرجي يجران أذيال الخيبة. السطر الأخير : الشعر صعب وطويل سلمه إذا حاوله من لا يعلمــــــه