×
محافظة المنطقة الشرقية

العملات و«الكتاتيب» والنافورة التفاعلية تجذب زوار مهرجان التراث في الرياض

صورة الخبر

قبل نحو 45 عاما كانت ولادة فيصل بن عبدالمجيد بن عبدالعزيز، الابن الوحيد للأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز يرحمه الله أحد أبرز الأمراء في الأسرة المالكة الكريمة ومن رجالات الدولة الكبار المبرزين، وهو الأمير السابع لمكة المكرمة. نشأ فيصل بن عبدالمجيد وتربى في (مدرسة والده) وهي مدرسة تتميز بالوضوح والنتاج الفكري والعقلي وتحري العدل والإنصاف والصلابة في الحق وعلى الثوابت والمبادئ الإسلامية. عاش طفولته كبقية أقرانه في تلك الفترة.. لم يكن مدللا. ويصف الأمير فيصل تلك المرحلة «بالأيام التي لا تنسى». تأثر بوالده الأمير عبدالمجيد رحمه الله كثيرا وتعلم منه الشيء الكثير. ويتحدث الأمير فيصل عن والده الأمير عبدالمجيد يرحمه الله حيث يقول «كان يوجهني دوما بالتحمل والصبر وكان يقول (فيصل.. اقرأ.. ألم نشرح لك صدرك)». فيصل بن عبدالمجيد يؤمن أن كل شخص له فلسفة في هذه الحياة. وفلسفته كما يراها «أن تضع الأمور في موضعها ونصابها وأن تحدث نجاحا في أي موقع تصل إليه، وألا تحتقر جهد الآخرين، فالنجاح في الحياة منظومة مكتملة لا يستغني أحد فيها عن الآخر». ويقول فيصل بن عبدالمجيد «لدينا عادة ورثناها من المؤسس الملك عبدالعزيز يرحمه الله وهي احترام الكبير وتوقيره وتقديمه ومراعاة ذلك في المراحل العمرية وهو مشاهد عبر وسائل الإعلام وفي المجالس الرسمية والخاصة». ويؤكد الأمير فيصل وهو رجل أعمال ناجح أن مسيرة الاقتصاد السعودي ثابتة ويطمئن من يعمل في القطاع الخاص أن الأمور تسير من حسن إلى أحسن. وزاد «لعل مظلة المجلس الاقتصادي الأعلى تراقب ذلك وأنا متفائل بالمسيرة الاقتصادية الناجحة لهذه البلاد». القريبون من الأمير فيصل يقولون إنه يشبه والده في الكثير من السمات وهو معروف بخلقه وحب الخير ومساعدة الآخرين، والأمير فيصل يزعجه الحديث عن أعماله الخيرية فهو يريدها أن تبقى سرا بينه وبين خالقه.. في هذا الحوار نقلب في ذاكرة الأمير فيصل ليتحدث عن حقبة زمنية عاشها ويستشرف لنا المستقبل.. فكان لنا هذا الحوار: • في البداية، نود الحديث عن طفولة فيصل بن عبدالمجيد كيف عشتها؟ أين قضيتها، وهل كنت طفلا شقيا أم مدللا؟ - طفولة فيصل بن عبدالمجيد طفولة.. ليست مدللة.. كما تقول شقاوة الطفولة المعهودة. لدي أقراني في تلك الفترة التي عشتها في الرياض وفي كنف والد غال يرحمه الله.. ووالدة حنونة أمدها الله بالصحة والعافية. شاركني فيها بعض أبناء عمومتي.. كنا نبحث عن التسلية والألعاب التي كانت موجودة في ذلك الوقت.. (السيكل وركوب الخيل.. إن تيسر ذلك لي.. ونقضي بعض الأيام في رحلة الربيع.. مع والدي وبعض أعمامي.. وهي ليال لا تنسى ولا تمحى من الذاكرة لبساطتها وجمالها خاصة أنها أصبحت ذكريات جميلة. • حدثنا عن بدايات حياتك.. كيف كانت؟ - البداية بالطبع.. كأي شاب صغير يتطلع إلى مستقبل واعد محاط بأسرة تحكمها عاداتها وتقاليدها وما يميز تلك البداية الحب والتكاتف.. فيما بين أطفال المرحلة من أقراني. نمضي أوقاتنا في اللعب والمذاكرة.. والجلوس مع كبار رجالات الأسرة المالكة.. فهو أمر تعودنا عليه في هذه الأسرة الحميمة إلى قلبي. وبالمناسبة أنا ولدت في الرياض عام 1969، وتحديدا في 13 يناير، أمضيت المرحلة الابتدائية حتى الأول متوسط ثم انتقلت مع والدي رحمه الله إلى تبوك لألتحق بمدارس الأبناء بقاعدة الملك فيصل الجوية ثم انتقلت للرياض لمواصلة دراستي بها. • ماذا عن حياتك العلمية؟ - أمضيت خمس سنوات في كلية العلوم الإدارية (تخصص الإدارة العامة) بجامعة الملك سعود وكانت السنة الإضافية بسبب وفاة سمو الأمير محمد بن عبدالعزيز يرحمه الله الذي تصادف مع موعد زفافي الذي تم تأجيله، الأمر الذي أدى لتأخير التخرج. وحصلت على البكالويوس من الجامعة وأذكر أن رئيس القسم في ذلك الوقت كان سمو الأمير منصور بن متعب بن عبدالعزيز. والحمدلله واصلت دراستي في الماجستير من الولايات المتحدة الأمريكية وتخرجت في العلوم السياسية. • توفي والدكم المغفور له بإذن الله الأمير عبدالمجيد قبل بضع سنوات؟ كيف كان أثر والدكم عليكم؟ - أسألك.. أنت.. ما هو موقفك عندما تفقد عزيزا عليك؟ فكيف إذا كان والدك؟ لكن هذه حكمة الله في البشر «كل من عليها فان». ويجب أن يقابل ابن آدم ذلك.. بالصبر واحتساب الأجر.. ليؤجر عليه.. والموت حق على كل البشر فالأنبياء والصالحون والملوك وغيرهم مضوا إلى ذلك.. وقد رضيت بقضاء الله وقدره.. ونحن جميعنا ماضون في نفس الطريق.. وهي آجال مكتوبة عند رب العباد.. ولكن الحكمة أن الله سبحانه لم يترك الشجرة بدون غصون.. حتى تمتد أسرة الأمير عبدالمجيد إن شاء الله.. وأنا أحد أغصان هذه الشجرة الطيبة التي أصلها ثابت وتمتد من أسرة آل سعود. • هل من قصص ومواقف شخصية لك تذكرها مع والدكم الراحل؟ - يا أخي العزيز.. لو ذكرت شيئا من هذه المواقف قالوا فيصل يجامل والده.. أدعوكم أن تلتقوا بالرجال الذين عايشوا فترات الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز سواء في تبوك.. أو المدينة أو مكة أو الطائف أو الرياض أو في جميع أنحاء المملكة.. لتسألهم وتتحدث معهم كيف كانت مواقفه وعلاقاته وصبره وحكمته وشجاعته رحمه الله.. بل وقراراته الاستراتيجية عندما كان أميرا على المناطق الثلاث في المملكة.. أترك ذلك للتاريخ لكي يتحدث عن إنجازات والدي وبصماته التي تركها رحمه الله للوطن الغالي.. • ما الذي تعلمته من والدكم يرحمه الله؟ - تعلمت الشيء الكثير.. ولا أعتقد أن صفحاتكم تكفي لسرد ما تعلمته من مدرسة عبدالمجيد الفكرية.. والسياسية والإنسانية والعملية.. وبدون مبالغة والدي رحمه الله كان مدرسة علمية وفكرية تمشي على الأرض.. ولكن من أبرز ما تعلمته تحمله وصبره.. وجلده.. رحمه الله.. كان يوجهني دوما إلى ذلك.. وأقول لك شيئا مهما للمرة الأولى، كان يقول لي (فيصل اقرأ.. ألم نشرح لك صدرك) وسورة «العصر» باستمرار.. تذكرها عندما يمر بك أي موقف صعب.. فالصبر مفتاح الفرج.. والصبر نعمة لسائر البشر.. صغيرا أو كبيرا.. حتى تواجه الصعاب بالحكمة.. وخذ الأمور بكل سهولة لأن عواقب الصبر حميدة). • ما الذي كان يمتاز به الأمير عبدالمجيد يرحمه الله؟ - قلت إن أبرز ما يمتاز به رحمه الله هو (حلمه وصبره) ويكفي هذا.. فقد تجلد بالصبر حتى قضى حياته رحمه الله.. صابرا مطيعا لولي أمره ومنفذا لأوامره خادما لدينه ثم وطنه.. وكان يعلمنا أن نجاح الإنسان في صبره وقد اعتز بهذه الصفة وأسأل الله أن أتحلى بها دوما. • من كان الأقرب لك من الأصدقاء أثناء فترة الدراسة؟ وهل تذكر أحدا منهم؟ - كل من درست معهم قريبون مني، وأصدقاء لي في نفس الوقت. ولا أحب ذكر بعضهم دون الآخرين وأنا على تواصل مع بعضهم بحكم العلاقة وبعضهم بعدت بهم الديار ولكنهم في قلبي مهما بعدوا عني. • ابتعدت في بعض الفترات عن المملكة؟ وكم كانت مدتها؟ - هناك فترتان ابتعدت فيهما عن المملكة رغما عني.. الأولى مرافقة والدي يرحمه الله خلال فترة العلاج في مدينة سياتل التي استمرت أحد عشر شهرا ثم عدنا إلى المملكة.. ثم عدنا مرة أخرى إلى سياتل للعلاج حيث توفي هناك رحمه الله.. والفترة الثانية فترة تحضير الماجستير في العلوم السياسية في الولايات المتحدة الأمريكية وكانت فعلا مدة طويلة.. لكنهما كانتا تجربتين ثريتين في حياتي سواء فترة مرافقتي لوالدي للعلاج أو دراستي في الخارج.. فتلك الفترة علمتني كيف تكون معادن الرجال في المواقف الصعبة. • بعيدا عن تلك المراحل الحياتية.. ما هي هواياتك؟ - الرياضة بشكل عام فأنا أقضي يوميا (ساعتين على الأقل) في النادي الرياضي وأمضي بعض الوقت مع بعض الأصدقاء بهدف التعارف وتجديد العلاقة والصداقة، حتى في الولايات المتحدة كنت أزاول الشيء نفسه. وقد استفدت من تواجدي في أمريكا في مجال اللغة والاطلاع على الثقافة الغربية ومعرفة الآخر.. ونقل حضارتنا إلى هؤلاء الذين لديهم الرغبة في التعرف على ثقافتنا خاصة الذين ممن ألتقي بهم في أوقات ساعات التمارين الرياضية وغيرها. • من خلال السيرة الذاتية.. عرفنا أنك محب للقراءة، فمن كاتبك المفضل؟ - هذا سر أحتفظ به لنفسي ولكني أقرأ لكاتب محدد وهو لا يعرف أنني أقرأ له. وأرى هذا الكاتب في المناسبات (ستقول إجابة غامضة) ولكن هذه إجابتي. • خلال تولي والدكم إمارة منطقة مكة كنت دائم الحضور في المناسبات وتربطك علاقة مع أهالي مكة.. كيف تصف لنا أهالي مكة؟ وكيف تصف علاقتك بهم؟ - أولا عندما أتيح لوالدي رحمه الله شرف خدمة مكة المكرمة وقبلها المدينة المنورة.. كانت الفرصة بالنسبة لي مواتية لمرافقته والقرب منه وحضور معظم المناسبات مع أهالي مكة المكرمة؛ لأنني حينها فرغت من الدراسة الجامعية وأصبحت قريبا من والدي يرحمه الله في هاتين المدينتين المقدستين وهذا أعطاني فرصة التعرف على أهالي مكة المكرمة وأصبحت قريبا من والدي يرحمه الله، ووجدت نفسي قريبا منهم ورأيي يصدق فيه قول القائل (لا عيب في الأقوام إلا أنهم جعلوا القلوب مثابة ما أحلاها). وباختصار.. أهالي مكة لا يمكن أن تصفهم في حديث عابر.. فهم الرجال الذين عشت بل وتعايشت معهم في هذه المنطقة.. وارتبطوا بعلاقة حب متبادل مع والدي يرحمه الله.. وكنت أقرأ ملامح الحزن والأسى في وجوه أعيان المنطقة عندما فقدنا والدي الراحل.. كما كنت أقرأ ملامح الفرح الكبير والسعادة البالغة على محياهم عندما عدنا من الرحلة العلاجية.. والحمدلله مازالت تربطني بهم علاقة متميزة وحب متبادل ولهم مكانة خاصة في قلبي. • ابتعد فيصل بن عبدالمجيد عن المشهد الإعلامي لفترة طويلة، ترى ما هي الأسباب؟ أنت تعرف أن الإعلام سلاح ذو حدين قد يكون لك وقد يكون عليك، ومتى رأيت أن الوقت مناسب للتواجد والظهور في الساحة الإعلامية فإنني لن أتأخر.. المهم أن يكون ظهوري مفيدا وذا قيمة.. وليس لمجرد الظهور. • هل فقد الأمير فيصل بن عبدالمجيد بريقه بعد وفاة والده؟ - في بداية حديثي شرحت ذلك باستفاضة عن هذا الموضوع.. ولك أن تتصور أن تفقد عزيزا أو قريبا لك.. ألا يشكل ذلك فراغا في نفسك.. إن لم يكن ذلك موجودا فأين الأحاسيس إذن؟، وبريقي سيظل من بريق والدي يرحمه الله عبدالمجيد.. وأستمده من الأمير الإنسان الذي مازال حبه محفورا في قلوب محبيه والشعب السعودي.. ومن الأمير المدرسة الفكرية والعلمية.. التي تتلمذت فيها فهي أكبر وسام لي. • هل هناك حلم تسعى لتحقيقه للوطن أو لك شخصيا؟ - هناك الكثير من الأحلام تحققت في هذا العهد الزاهر تحت القيادة الرشيدة لسيدي خادم الحرمين الشريفين والحمد الله.. وأحلامي لم تنته بعد.. والطريق مازال أمامي.. والشخص الذي لا يتطلع إلى تحقيق أحلامه هو خارج أي تصنيف تراه.. وأرغب أن أرى المملكة دائما في المقدمة.. سياسيا وتعليميا.. واقتصاديا.. وفكريا.. ورياضيا.. وطبيا. • كيف تقضي برنامجك اليومي؟ - برنامجي ليس فيه شيء مختلف.. يا أخي.. فيصل إنسان عادي، يعيش وسط أعماله.. ومع أسرته، وإن بقي شيء من الوقت فهو للرياضة والترفيه. • ما المكان الذي يحن إليه فيصل بن عبدالمجيد دائما؟ - أحن لوطني دائما.. والشاعر يقول (فحنينه أبدا.. لأول منزل) خدمة الوطن وأمن واستقرار الوطن أولوية. • ما الذي لا يعرفه الناس عن فيصل بن عبدالمجيد؟ - أرجو أن تبقى مجهولة للآخرين فلن تضيف لهم شيئا لو عرفوها. • حينما تتاح لك فرصة القراءة.. ما الذي تفضل أن تقرأ في الأدب أم في السياسة؟ - ما رأيك إن تخصص الإنسان في العلوم السياسية، فماذا سيفضل؟ الأدب أم السياسة؟ ومع هذا فإن السياسة اليوم تجاوزت الكتب إلى اللحظات وسباق الثواني، فأنت تعيش في سياسة على مدار 24 ساعة، وهذه حقيقة لا أحد يستطيع نكرانها إطلاقا. • هل الصداقة التي تحدث في العمل تدوم؟ - إذا كانت مبنية على المصارحة والصدق ثق أنها تدوم، «وإلا.. فلا». • المقربون منك يتحدثون أن فيصل بن عبدالمجيد يتمتع بالهدوء.. هل هذا الهدوء يحمل خلفه بركانا غاضبا؟ - الهدوء مطلب كل إنسان، وأنا تعلمت هذه الخصلة كما قلت في البداية من والدي رحمه الله، أنا أؤمن تماما أن الهدوء هو ليس فقط مفتاح نجاح الإنسان بل المعيار أيضا؛ لأنه يعطيه فرصة للتفكير واتخاذ القرارات المناسبة بعيدا عن الضجيج.. وأعتقد أن الانفراد والتفكير لبعض الوقت لقراءة ما يجري حولك وتقييم الموقف عادة ما يكون مفيدا للشخص ويؤدي لنتائج إيجابية. • ما أبرز شيء تعلمته في الحياة؟ - تعلمت أشياء كثيرة.. وأبرزها الصبر.. وأن الرجال معادن في المواقف الصعبة. • فريق عملك.. أيهم أقرب إليك؟ - ليس هناك من فريق العمل من هو قريب أو بعيد، فهم جميعا قريبون مني. • يقال إن فيصل بن عبدالمجيد شبيه بوالده يرحمه الله في أمور كثيره، فما أبرز تلك الأمور؟ - ألا تعرف أن «من شابه أباه فما ظلم» حكمة قالتها العرب، فأي خصلة أخذتها من والدي رحمه الله فأنا أعتز بها وأحرص على المحافظة عليها، وقلت لك إن أبرزها (الصبر) فالصبر مفتاح الفرج. • ما أكثر سمة أثرت عليك من الوالد عبدالمجيد بن عبدالعزيز يرحمه الله؟ - «الصبر والحلم والحكمة والتأني» سمات أحاول أن أحرص عليها، فهي من وصيته لي يرحمه الله. • كيف تقرأ المنجزات التي تحققت في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز؟ - سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله عبر منجزاته الضخمة اختصر المسافة بهذه المنجزات الهائلة في جميع القطاعات وحقق ما لم تحققه دول في مئات السنين على كافة الأصعدة، وبلا استثناء. ونحن اليوم ولله الحمد نعيش في أمن وأمان واستقرار في عالم يموج بالاضطرابات والقلاقل.. وهذا يعود لحنكة وحكمة القيادة الرشيدة. • عرف عن سموكم مجالسكم المفتوحة، ما هو دور المجالس في تعميق الروابط المتميزة بين المسؤول والمواطن؟ المجالس المفتوحة سمة من سمات الملك عبدالعزيز يرحمه الله هو من بدأها والمعروفة بسياسة الباب المفتوح، وكان رحمه الله يجلس مع العلماء والمفكرين والمواطنين في أوقات مختلفة، ومازالت هذه المجالس حتى عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وولي ولي العهد، أما أنا فمجالسي محدودة وكنت أحضر مجالس والدي رحمه الله ولقاءات أعمامي التي أحرص عليها دائما مع أبناء الأسرة جميعا. ولا شك أن لهذه المجالس أثرها الكبير في توطيد العلاقة بين المواطن والمسؤول ومردودها بلا شك على المواطن كان إيجابيا في النهاية. • أين يقضي فيصل بن عبدالمجيد إجازته السنوية؟ - أقضي إجازتي السنوية إن توفرت لي فرصة في الولايات المتحدة وبعض دول أوروبا، والإنسان بحاجة إلى الترويح عن النفس بصحبة من يحب، والنفس تتعب وتحتاج للراحة والاستجمام. • مع وجود الإعلام الجديد وشبكات التواصل الاجتماعي، هل من تواجد لكم على هذه الشبكة؟ - لا أحرص عليها كثيرا، وأتعامل معها بالاطلاع فقط للثقافة، باعتبارها جزءا هاما من الإعلام الجديد. • سمو الأمير ما الذي يغضبك؟ - الخطأ • ولكن العفو عند المقدرة؟ - بالتأكيد. • متى يسعد الأمير فيصل بن عبدالمجيد؟ - أسعد عندما يظهر الحق والعدل والإنصاف، وتسود الحكمة والحنكة. • ما الحلم الذي يحلم بتحقيقه الأمير فيصل بن عبدالمجيد؟ - الأمن والاستقرار في بلادنا ولله الحمد متوفر، لكنني أتمنى أن يتحقق هذا الأمن والاستقرار للعديد من البلدان التي فقدته، والأمن الذي نعيشه هو من المكتسبات الاستراتيجية للقيادة الرشيدة في محيط تعصف به الرياح، وبلادنا سوف تستمر بإذن الله راسخة مثل الجبال، والحمدلله نرى التلاحم بين القيادة والشعب السعودي وهذا مثال للقيادة الحكيمة والشعب الوفي، وستظل قيادتنا الحكيمة حريصة على رعاية مصالح الوطن والمواطن وملتزمة بالشريعة الإسلامية التي تعتبر نهج هذه البلاد، وأقول «تحت قيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين سمعا وطاعة». • والدتكم كيف كان تأثيرها في حياتكم؟ والدتي هي كل شيء في حياتي، وتأثيرها كبير جدا ولا أستطيع الوفاء بحقها مهما عملت، فأياديها بيضاء بحقي وحق والدي رحمه الله. أسأل الله أن يختم لها بخير ويرزقني برها ويمتعها بالصحة والعافية. وأقول «ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا». • الأبناء.. كيف هي العلاقة معهم؟ حدثنا عن أبنائك؟ - «أبشرك» العلاقة مميزة، والحمد الله لدي من الأبناء عبدالعزيز وتركي والعنود وقد تخرجوا وهيا ستدرس قريبا بإذن الله في الرياض، ولدي أيضا عبدالمجيد وسارة وخالد، وأحرص على أن تكون العلاقة معهم متساوية بلا استثناء كما هي علاقتي مع والدي رحمه الله ووالدتي، وسأعمل جهدي لتربيتهم تربية صالحة إن شاء الله، وأقول إن احترام الكبير وتوقيره وتقديمه بين أفراد العائلة المالكة يزعج الحاقدين والأعداء. • لك العديد من الأعمال الخيرية وترأس جمعية كافل للأيتام؟ كيف تنظر للدور الذي تقوم به تلك الجمعيات؟ - اعفني من الإجابة على هذا الموضوع، وأرجو أن أتمثل فيه قول الحبيب صلى الله عليه وسلم فيما معنى الحديث «حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه» وأتمنى للجمعية المزيد من التألق والعطاء حتى تفيد المجتمع المكي بإذن الله. • بحكم تخصصكم في العلوم السياسية.. هل فكرتم بافتتاح أكاديمية لتدريب خريجي العلوم السياسية في المملكة والعلوم الإدارية وغيرها؟ - أعتقد أن برنامج الملك عبدالله للابتعاث الخارجي أعطى مساحة كبيرة لتأهيل المبتعثين، والتعرف على الآخر، ونقل ثقافة المملكة إلى الدول التي يدرسون بها ومنها العلوم السياسية والإدارة. وبالتالي فإنه لا حاجة لمثل هذه الأكاديميات مع هذا الزخم التعليمي لبرامج الابتعاث. ومن وجهة نظري فإن التدريب أمر مهم للإنسان ونحن بحاجة إلى نقل التقنية والثقافة عبر المعاهد التقنية والكليات المتخصصة في كل المجالات.. وأنا مع الشباب في مجال العمل الميداني أقصد في المجال العملي الحقيقي، ولا أحبذ أن يقف الشاب السعودي خلف مكتب أو أن يجلس على كرسي ويكتفي بذلك.. هذا مطلب ولكن وجوده في الميدان حاجة أساسية، انظر من حولك كيف نجح العالم في النزول إلى الشارع والعمل في الميادين بأنفسهم. وأنا أطالب إخواني الشباب بالانخراط في خدمة الوطن، والعمل الميداني لكي يعتمد الوطن على الشباب كداعمين لبناء الوطن. • كيف تنظر لمستقبل الاقتصاد السعودي؟ - مسيرة الاقتصاد السعودي ثابتة وماضية إلى مزيد من الخير ورفاهية المواطن، ونطمئن كل من يعمل في القطاع الخاص أن أمورنا إلى خير، ولعل مظلة المجلس الاقتصادي الأعلى تراقب ذلك وأنا متفائل بالمسيرة الاقتصادية الناجحة لبلادي. • ما هي فلسفة فيصل بن عبدالمجيد في الحياة؟ - أن تضع الأمور في موضعها وفي نصابها، وأن تحدث نجاحا في أي موقع تصل إليه وأن لا تحتقر جهد الآخرين، فالنجاح في الحياة منظومة مكتملة لا يستغني أحد فيها عن الآخر. • حكمة دائما ترددها؟ - رأس الحكمة مخافة الله. • لاحظت أنكم تحملون عصا طويلة في يدكم. ما هي قصتها؟ - (يضحك).. في الحقيقة هذه العصا قريبة جدا إلى قلبي وهي عصا الوالد رحمه الله كان يحملها خلال سفره وفي تنقلاته وفي البر.. ولقد سافرت هذه العصا معه لجميع أنحاء العالم، ولهذا فإن هذه العصا ذكرى جميلة للوالد رحمه الله، أحتفظ بها دائما، وأشعر بحميمية بالغة تجاهها لأنها تمثل ذكريات جميلة، ومن المؤكد أن هذه العصا ليست للتخويف وهي مسالمة يا أخي العزيز. • أخيرا.. ما هي رسالتكم؟ - رسالتي هي نفس رسالة والدي يرحمه الله، أطلب من الجميع التحلي بالصبر وخدمة الوطن، والعمل في الميدان، والالتزام بأخلاقيات الإسلام التي تنبذ الإرهاب والتطرف وتدعو للسماحة والوسطية والاعتدال.