كتبت من قبل عن «الخونة» الذين باعوا دينهم بعرض من الدنيا، وكنت أتوقع أن تطويق هذه العينات ومحاصرتهم في أضيق الحدود مجرد وقت واكتشفت أنهم أوقفوا نشاطهم وسياراتهم خلال شهر رمضان وسرعان ما عادت حليمة لعادتها القديمة بعد عيد الفطر المبارك حيث عاود « الخونة» نشاطهم بنقل العمالة المتسللة من الحد الجنوبي لأقصى نقطة في البلاد مرورا بالعاصمة «الرياض» ولم تفضحهم الدوريات الأمنية بل إن حوادث الطرق هي التي قامت بالواجب، وما دام «الخونة» يواصلون نشاطهم ولا يوجد لديهم نية للكف عن هذه الخيانة للوطن فلا نعلم كيف تمر هذه السيارات المحملة بالمتسللين من نقاط التفتيش بيسر وسهولة وتجوب البلاد بالطول والعرض؟ ولا نعلم متى نضع حدا لهذا النشاط الذي يهدد أمن واستقرار الوطن ؟ تحملنا خيانتهم في مواسم الحج وما يتبع ذلك من افتراش وفوضى ومضايقة للحجاج وتحملنا ظروفهم المعيشية وانشغالهم بالبحث عن رغيف الخبز بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة بما فيها نقل أي شيء والعمل في أي سوق وأي مجال وهذه نقبلها على مضض مراعاة لظروفهم أما أن ينقلوا لنا المتسللين في وضح النهار ويوزعوهم على المدن السعودية بثمن بخس فهذه «خيانة» لا يقبل بها أحد. مواجهة «خونة البلاد» لا تقتصر على رجال الأمن، بل لابد من مشاركة وطنية بالإبلاغ فقط عن أي سيارة مشتبه فيها، وهذه أقل درجات المواطنة، أما يقظة ضمائر محترفي نقل المتسللين فلن تتم بالتوعية والمداراة بالعقوبات الرادعة.