×
محافظة مكة المكرمة

إنذار كاذب يخلي 600 طالبة ويصيب 10 آخريات بكلية أهلية

صورة الخبر

يخطئ شخص ما في المجتمع، فيسن باقي أفراد المجتمع رؤوس أقلامهم بكل عناية، ليكتبوا كل حروف التجريم في حقه ويرجموه بكل الأوصاف السيئة التي حفظوها منذ نعومة أظفارهم! يخطئ شخص ما في المجتمع، فيقيمون له (هاشتاقا) “ينبشون” فيه كل زلل ستره الله ــ تعالى ــ عليه بلطيف ستره، ويأتون بكل خطأ ارتكبه في فترة من حياته، و”يشرشحون” ماضيه وحاضره، وربما زاد بهم الحماس فأضافوا أفعاله المتوقعة في المستقبل. يخطئ شخص ما في المجتمع، فينصبون أنفسهم خصوما له وقضاة في الوقت نفسه، ويصدرون أحكامهم فيقذفونه بحجارة الخطيئة حتى قبل أن يستمعوا إليه وينصتوا لدفاعه عن نفسه. يقول الله ــ تعالى: “قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم” سورة الزمر: 53. قال الرسول ــ صلى الله عليه وسلم: “كل ابن آدم خطاء، وخير الخطَّائين التوّابون”. يغفر الله ــ تعالى ــ لعبده التائب ويفرح بتوبته وهو الخالق العظيم جل في علاه، الذي خلق هذا العبد الضعيف الذي عصاه رغم علمه بمراقبته له، ونحن العبيد الضعفاء المخطئون نقيم لهذا العبد التائب محاكم تفتيش يومية علنية، نمارس فيها جميع إسقاطاتنا البشرية وعقدنا النفسية، وكأننا ملائكة لا نخطئ! من يتتبع زلات الآخرين ليكشف زلات سترها الله بلطيف ستره، فسيجد يوما من يتتبع زلته ويكشفها، وهذه معادلة حقيقية لا تقبل الجدل! فلا ترم الآخرين بحجارة التشفي وكشف ما ستره الله ــ تعالى ــ وتنشره بكل دناءة في مواقع التواصل والواتس وكأنك قد حزت صيدا ثمينا، فقد يبتليك الله يوما بمن يقذفك بحجارة تهشم نوافذك الزجاجية وتجعلك “علكا” في أفواه من لا يجدون غضاضة في مضغ سيرة الناس وأعراضهم! أنت لست ملاكا وربما كانت خطاياك أشنع من ذاك المقذوف، فلا تنضم إلى قافلة الرعاع الذين غيبوا عقولهم عن الحكمة والروية وبعد النظر، فكل ما يريدونه “جنازة يشبعون فيها لطما” كما يقول إخواننا المصريون. أنت لست ملاكا، وأنا لست ملاكا، وأنتم لستم ملائكة، لأننا ببساطة جميعنا وبلا استثناء نخطئ ونتعثر ونقع في الزلل، لكن الفرق الوحيد أن هناك من يجاهد نفسه وينجح، وهناك من يترك نفسه تقوده فينغمس أكثر وأكثر.