تتصدر قضية البطاله كل القضايا الساخنه التي تؤرق كل المجتمعات التي تنشد رقيها ورفاهيتها والحد من اثار البطاله وماتسببه من ارتكاس اقتصادي وفكري يجعل من المجتمعات التي ابتليت بها مصدر للجريمه والانحلال الفكري والخلقي وجعل البلاد امام بركان ثائر يجهض كل جهد تنموي وحضاري ، ويشعل فتيل الفقر والمرض والجهل فالبطالة راس كل خطيه ، ومقدمة كل فساد ،وعنوان كل تشرذم، وبداية كل اضطراب • لذلك تسعى الدول المتحضره للقضاء على هذه المشكله وعمل الخطط والدرسات الاقتصاديه التي تعالج وتحد من تفاقم اوضاع البطاله • ولذلك تجد ان الصرعات الانتخابيه تتجه في برامجها الى العزف على اوتار قضية البطاله واطلاق الوعود بمعالجة هذه الملفات لاستمالة الراي العام، ولإيمانهم أن معالجة الفقر والبطاله تأتي على أول قائمة إهتمامات الناخبين • وباعتبار أن قضية البطاله قضية عالمية ،ونحن كمجتمع سعودي جزء من العالم فإن مشكلة البطاله لدينا مشكله حقيقيه،، بل اضحت قضيه كبرى لازالت تتطلب حلولا عمليه اكثر جديه ، فالنسب حسب الاحصاءت تؤكد على زيادة وارتفاع نسبة البطاله بين الشباب من الجنسين ،والمقلق أنها امتدت إلى خريجي الجامعات في مستويات عليا(ماجستير ودكتوراه) وستتفاقم المشكله بعد عودة خريجي البعثات الخارجيه ،حيث بدأت المشكله تظهر مع اول دفعات العائدين ، حيث نشرت صحيفة أن خمسه الاف من هولاء العائدين يبحثون عن عمل ولايجدونه• فكيف اذا عاد كل المبتعثين الى ارض الوطن ، اذا نحن امام معضله كبيره و كان لابد من زيادة الدراسه البحثيه التي تتبنى حلولا عمليه واقعيه تحد من هذه القضيه ولاتؤجلها بحلول وقتيه غير مجديه ، كل ذلك والجميع يقدر الجهود التي تبذلها الدوله لعلاج مشكلة البطاله من خلال بعض البرامج مثل برنامج نطاقات الذي نتج عنه تضاعف معدل التوطين من 7%الى 15,1% كما انخفض معدل البطاله العام من 12,4%الى 11،7 % في الربع الثالث من عام 2013م ،ولكن الامر يتطلب ايضا جهود مضنيه ووقفه صادقه تلبي امال وطموحات خادم الحرمين الشريفين حفظه الله الذي مافتيا يحث ويوجه المسؤلين والجهات المختصه لمعالجه هذه المشكله• ولكن اذا ماأرادنا معالجة المشكله فإننا نحتاج حقيقة الى عمل جماعي مؤسسي واهلي وشعبي تتظافر فيه كل الجهود وتستنفر فيه جميع الطاقات والامكانات وتسثمر من خلاله كافة المعطيات التي تنعم بها بلادنا بمنهجيه علميه وعمليه تحد من العماله الاجنبيه وتعمل على سعودة وتوطين الوظايف على ان يكون ذلك في اطار من الشفافيه والمصداقيه والموضوعيه في كافة اطر المعالجه والبعد كل البعد عن العشوائيه التي تصادر الجهود وتحبط الهمم.