أصبحت رياضتنا غير تنافسية وفقدت التنافس الشريف، لأنه تم نقل مباراة النصر والتعاون المنتظرة من مدينة بريدة إلى مدينة الرياض في ختام دوري عبداللطيف جميل لهذا العام، وضربت الذمم لأجل الهمم، وانحازت آراء المطبلين لاستغلال هذه الفرصة السانحة ليس نقداً لمضمون القرار وحيثياته وما صاحبه من أحداث تقرر على إثرها نقل المباراة المذكورة، بل لأجل حاجة في نفوسهم ومستغلين بذلك الإعلام «الهلامي» لتمرير إسقاطاتهم المستمرة بشكل مباشر وغير مباشر. حيث خرج المطبلون بالأمس ليتجاوزوا كل الخطوط «الحمراء» ليصل بهم الأمر إلى المطالبة بإحلال الاتحاد السعودي لكرة القدم والتطاول على كل القيادات الرياضية، وأكثر من ذلك المطالبة باستقالة سمو الأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب!!! سابقاً نقلت مباراة الهلال والشعلة ولم نسمع أياً من تلك الأصوات، التي خرجت بعد هذا القرار وكل هذه الإثارة والتجني الصريح وتوجيه التهم جزافاً في مواقف خرجت بكل تأكيد عن حدود الأدب والرياضة لمَنْ يتحدث عن التنافس الشريف، فحين يكون الصوت من طرف واحد والقول بهذا الصوت بأن ما صدر من هيئة رابطة المحترفين لا يمكن أن يُقبل تحت أي سبب وأي مبرر كان!!!، فهنا هو التعصب بعينه وقمة النقيض لمَنْ يتحدث عن التنافس الشريف. كل هذه الأحداث تستوجب على الجهات المعنية بالشأن الرياضي السعودي إعادة النظر وتحديث كل اللوائح المعمول بها، لأجل فرض التنافس الشريف وسد جميع الأبواب لكي لا يعاد السيناريو ويحدث ما حدث في العام المنصرم والعام الحالي. «الفتح الجريح» ودموع التماسيح دعونا نعود خطوةً إلى الوراء، حيث طالب الفتح بطل الدوري العام المنصرم بتتويجه بطلاً للدوري على أرضه وبين جماهيره، لكن لم يكن له ذلك، جميعنا طالبنا حينها بمطالب الصوت الفتحاوي نفسه، لكن رابطة المحترفين رفضت ذلك بناءً على اللوائح والأنظمة وهو ردة الفعل التي صدرت هذا العام بالرفض تجاه مطالب النصر بنقل مباراته الأخيرة إلى الرياض قبل صدور القرار المثير بعد خطاب إدارة الدفاع المدني الذي أثار كثيراً من التساؤلات. فهنا يجب أن يعلم الجميع حين يفقد الفتح أياً من حقوقه لا يعني ذلك أن يعامل الآخرون بسلب حقوقهم أياً كان وهو ما يتفق عليه العقلاء فقط، فالمطبلون ومتربصو الفرص مَنْ هم يصطادون في «الماء العكر» تباكوا وسالت منهم «دموع التماسيح» تراقصوا وتغنوا بأهوائهم لا لأجل الفتح النموذجي، بل لأجل الإثارة وتحقيق «مآربهم» المكشوفة، فإدارة الفتح فوق كل ما يثار بإدخال النموذجي في هذه الصراعات ولن تنساق وراء ذلك وتعاملت باحترافية مع هذه الأحداث التي لن ولم تخدم الفريق النموذجي ففريق الفتح أمسى «جريحاً» يعاني في هذا الموسم ويحتاج إلى وقفة صادقة من جميع محبيه لأجل اجتياز الظروف الصعبة، التي يمر بها حالياً ليعود النموذجي متألقاً ومتميزاً كما عهدناه. «لكل مجتهدٌ نصيب» حقيقة لا تخفى على أحد وكل متابعي الدوري السعودي، تميز النصر في هذا العام وقدم كثيراً فحقق المهم بتحقيقه بطولتي الكأس والدوري على الرغم من كل الضغوط التي مورست عليه، كما تميز الفتح النموذجي العام الماضي وحقق بطولتي الدوري والسوبر، فالنصر أكل بيده ولم ينتظر عثرات الآخرين كما فعل الفتح حسمها قبل الختام وترك البقية تتفرج على إبداعاته داخل المستطيل الأخضر، هنا يقيناً «لكل مجتهد نصيب». «جمهور الشمس» الرقم الصعب.. جمهور النصر فرض وجوده بقوة وتميزه هذا الموسم وقدم إبداعاته في المدرجات من حيث إعداد الحضور الجماهيري واللوحات الإبداعية بفضل الدعم من قبل الإدارة والعمل الكبير، الذي قام به مجلس الجمهور النصراوي وترك الفرجة للبقية بالأفعال لا بالأقوال، فجمهور النصر سوف يحضر ويملأ المدرجات أينما سيكون التتويج بكل تأكيد حتى إن كان التتويج خارج حدود الوطن، إنه الرقم الصعب باختصار. «نقطة ختام» هناك مَنْ تجاوز حدوده وتجاوز كل الخطوط الحمراء، فقد حان الوقت لإيقاف هذه المهاترات والإسقاطات المستمرة من هؤلاء المرضى، فالتعصب المنبوذ الذي نراه في رياضتنا كانوا هم وقوده ولا نزال نراهم يسرحون ويمرحون في الفضائيات بلا رقيب ولا حسيب، الجميع يأمل بظهور صورة مشرقة للدوري السعودي وممثلين للدوري، و أن يكون منسوبو الأندية الرياضية على مستوى عالٍ من (المسؤولية والوعي والثقافة والأدب والأخلاق)، فالدوري السعودي متابع من قبل شريحة كبيرة من داخل وخارج حدود الوطن.