قال لـ "الاقتصادية" الدكتور محمد الجاسر، وزير الاقتصاد والتخطيط، إن مشكلة البطالة لا تنتهي "كونها سنة من سنن الحياة"، لكن تتم مواجهتها في السعودية بمحاولات خفضها خاصة بين الإناث. وأضاف أن التوقعات تشير إلى نمو القطاع الخاص هذا العام بنسبة تراوح بين 5 و5.5 في المائة، مؤكدا أن أولويات الإنفاق الحكومي على مشاريع التنمية تتعلق بثلاثة محاور أساسية هي الصحة والتعليم والإسكان. جاء ذلك على هامش مشاركة وزير الاقتصاد والتخطيط في افتتاح مؤتمر الشرق الأوسط التاسع للتكرير والبتروكيماويات "بتروتك 2014"، الذي انطلقت في العاصمة البحرينية المنامة مساء أمس. وعقدت الجلسة الافتتاحية التنفيذية بمشاركة الجاسر، وخالد الفالح الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، وناقشت الجلسة فرص تكامل سلسلة القيمة في الصناعات التحويلية. وتابع الجاسر حديثه على هامش المؤتمر، أن الفترة الماضية شهدت ارتفاعا في فرص العمل لدى السعوديين، مؤكدا مواصلة العمل لرفع نسبة هذه الفرص، وقال: "عندما نخلق الأعمال مع برامج وزارة العمل لزيادة السعودة فيها فإننا نضاعف الفرص". وأشار إلى تضاعف عدد السعوديين العاملين في القطاع الخاص من 750 ألفا إلى نحو 1.4 مليون عامل، معتبرا هذا الرقم بـ "الهائل جدا"، وأضاف: "أنا متفائل جدا بفرص التوظيف بالنسبة للسعوديين". وأكد أن توالد فرص الاستثمار في قطاعات النفط وصناعاتها الثانوية، ودخول شركات عاملة في هذا القطاع خلق فرصا وظيفية للجنسين، "والدليل على هذا فرص عملهم في "سابك" و"أرامكو" والشركات التابعة". وقال أيضا: "لا نريد فرص عمل فقط، بل فرص عمل مجزية من ناحية الدخل ونوعية الوظيفة"، وتوقع في هذا الصدد نمو معدل دخل المواطن في السنوات الخمس المقبلة ليكون متوافقا مع أعداد الداخلين إلى سوق العمل. وأضاف وزير الاقتصاد والتخطيط: "البطالة لن تنتهي كونها سنة من سنن الحياة، إنما الأمر في محاولة خفضها خاصة بين الإناث"، مؤكدا أن نسبة البطالة بين الذكور "تعتبر معقولة إلا أنها بين الإناث مرتفعه جدا". وتابع: "هناك توجه لزيادة عدد فرص العمل للمرأة بقدر المستطاع، وهي الآن من اهتمامات الحكومة"، مضيفا أن الشركات الكبرى والنفطية وبعض المؤسسات الحكومية التي لم تشغل النساء يحتاجون إلى تهيئة إداراتهم "خاصة أن توظيف المرأة يحتاج إلى هذه التهيئة التي تأخذ وقتا"؛ كما قال الجاسر. وافتتح الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة، وزير المالية في البحرين، الوزير المشرف على شؤون النفط والغاز، مؤتمر الشرق الأوسط التاسع للتكرير والبتروكيماويات "بتروتك 2014"، مساء أمس في العاصمة البحرينية المنامة. وانطلق المؤتمر تحت عنوان: "فرص تكامل سلسلة القيمة في الصناعات التحويلية"، وتنظمه شركة أرامكو السعودية، وشركة إدارة المعارض العربية، بالتعاون مع شركة "آن أول ورلد إكزبشن"، والتنسيق مع الهيئة الوطنية للنفط والغاز. وحضر المؤتمر وفود من أغلب شركات النفط الوطنية في دول مجلس التعاون لدول الخليج ومن الولايات المتحدة وعدد من دول الشرق الأوسط والاتحاد الأوربي وقارة آسيا وعدد آخر من بعض الدول. ونوه الشيخ أحمد آل خليفة بأهمية منطقة الخليج العربي في عالم الاقتصاد النفطي، التي تمتلك بعض أكبر احتياطيات النفط والغاز على مستوى العالم، وتشهد نموا متسارعا لتكون مركزا مهما للتكرير؛ كما قال. وأضاف أن صناعة البتروكيماويات في دول مجلس التعاون حققت نموا سنويا نسبته 11 في المائة في السنوات العشر الماضية، "وبالنظر إلى ما تشهده المنطقة من بناء العديد من المصافي العالمية الجديدة في قارة آسيا ومنطقة الشرق الأوسط، فإن فرص وآفاق النمو المتاحة أمام قطاع البتروكيماويات في المنطقة تبدو واعدة للغاية". وأضاف في كلمته التي نقلتها وكالة الأنباء البحرينية: "الفرص الاستثمارية في منطقة الشرق الأوسط فيما يتعلق بقطاع النفط والغاز بلغت مستويات قياسية غير مسبوقة، وستواصل معدلات الإنفاق في هذا المجال الارتفاع على مدى السنوات الخمس المقبلة مع استمرار المشاريع الاستثمارية المشتركة في هذا القطاع في تحقيق قيمة مضافة حقيقية للمساهمين". وتحدث عن صناعة البتروكيماويات التي تمثل ثاني أكبر قطاعات التصنيع في منطقة الخليج، نتيجة لوفرة احتياطيات الغاز الطبيعي في المنطقة على نحو أتاح قاعدة صلبة لنمو الصناعات القائمة على الطاقة مثل البتروكيماويات وحتى الألمنيوم. وقال: "دأبت حكومات دول المنطقة منذ منتصف السبعينيات من القرن الماضي على تطوير أسواق الغاز الطبيعي على المستوى المحلي بهدف مساندة النمو المطرد الذي شهدته المنطقة في إنتاج الأسمدة والبتروكيماويات".