×
محافظة المنطقة الشرقية

الشورى يوافق على مشروع نظام وظائف مباشرة الأموال العامة

صورة الخبر

أواصل في هذه المقالة ما كتبته في الاسابيع الاخيرة عن فرضية التحاق طلاب الثانوية العامة بالجامعات السعودية حيث اصبحت مشكلة مجتمعية كبيرة ومتزايدة بل انها تحولت الى كابوس يؤرق الاسر السعودية والطلاب أنفسهم كما انها امتدت ايضا الى وزارة التربية والتعليم التي لم تقصر في رسم الاستراتيجيات وتطوير وتحديث بصورة مستمرة من أجل تقدم منتج للثانوية العامة وشهادات في نفوس طلابها لتحقق آمالهم في الالتحاق بالكليات التي يرغبونها لتحقيق مستقبل افضل لعمل يرغبون في ممارسته وتحتاجه الدولة ولكن امتحان القدرات حول هذه التطلعات في قبول شهادة الثانوية العامة وجعل امتحان القدرات للالتحاق بالجامعات ثانوية عامة اضافية وهذا العمل والتوجه الجامعي يعتبر عدم الاعتراف بالشهادة الثانوية الاصلية بينما ترى عكس ذلك في تجربة طلابنا في برنامج الملك عبدالله اعتراف الجامعات الدولية بها ابتداء من الصين ومروراً بامريكا وكندا وماليزيا واروبا والعربية والبريطانية دون شروط بل هو اعتراف كامل يعيشها طلابنا في جامعاتهم التي يدرسون بها بشهادتهم الثانوية بكل ترحيب وتقدير واعتراف كامل اكاديمي بها. أواصل الكتابة مع بدء "ماراثون" اللحاق بقطار الجامعات بهدف تصحيح مسار قطار الالتحاق بالجامعات فهو المفتاح السحري للمدخل الحقيقي بتغيير مساره من امتحان القدرات الذي يرفض نتائج شهادة الثانوية التي حصل عليها الطلاب باعتبارها ناقصة او غير مؤهلة ورفض اعطاء التأشيرة لدخول الجامعة الا اذا اخذ الطالب امتحان القدرات ونجح فيه وبذلك يعتبرونه شهادة الثانوية الجديدة بدلا من شهادة الثانوية الاصلية وان يتم تغير هذا المسار الى مسار جديد هو مسار "الارشاد الاكاديمي" الذي يعترف بشهادة الثانوية العامة كاملة وغير ناقصة كما هو معمول ومعتمد به عليه في الجامعات العربية والعالمية. ان هذا التغير لمسار قطار اللحاق الجامعي من مسار امتحان القدرات الى مسار الارشاد الاكاديمي ينطلق من حقيقة عامة ان الارشاد الاكاديمي هو ترجمة لنهضة تعليمية وهو من الاساليب المستحدثة لتحقيق قبول الطلاب الجدد. وقد كان مطبقاً في جامعاتنا. ان تجربة كلية الاقتصاد والادارة بجامعة الملك عبدالعزيز في استخدام الارشاد الاكاديمي منذ سنوات خلت وظل الارشاد الاكاديمي الاستراتيجية بل ظل في سياستها طوق النجاة للطلاب وخاصة الجدد حيث تابع المرشد الاكاديمي طلابه من خلال متابعة المستويات العلمية والاجتماعية والانسانية. فاحترام العلم ومؤسساته يجب ان يكون بقدر احترامنا للطالب كمتلق وشريك وناقد يجب ان نركز عليه اذا اردنا المستقبل دون استخفاف برؤيته وقدراته. ان تجربة الارشاد الاكاديمي في كلية الاقتصاد والادارة بجامعة الملك عبدالله في السنوات الخوالي كانت ناجحة تتمشى مع معايير الجودة في التعليم الجامعي فكان اختيار الاساتذة ممن يفترض فيهم حسن الاداء مع حسن النوايا مما ارسى قواعد ثقافة نقد الذات ومراجعة الاخطاء واسلوب يحترم عقل الطالب وقدراته وتنمية مهاراته وموهبته لذلك فإن تجربة تطبيق الارشاد الاكاديمي في السنوات الخوالي قادت الى تخريج دفعات متميزة لانها لجأت الى تطبيق خدمات الارشاد الاكاديمي من هيئة تدريس. مما سبق نرى ان تجربة الارشاد الاكاديمي والمطالبة بالرجوع اليه هو تحقيق لنهضة تعليمية وبلورة شخصية الطالب وتوجهه علمياً بالتخصص المطلوب في سوق العمل وابعاده عن دائرة الخوف من اختبارات القدرات، وهذا يسهم في بناء فكر وتأهيل جيل من خريجي الجامعات.