×
محافظة المنطقة الشرقية

تدريب نظري وميداني لطالبات «آداب جامعة الدمام»

صورة الخبر

في عام 1984 تقدم المهندس الشاب ميزوجتشي باقتراح إلى رئيسه في شركة توشيبا لإنتاج أجهزة كمبيوتر شخصية (لابتوب). استحسن الفكرة رئيسه وطلب منه أن يحضر عرضا متكاملا يقدمه إلى نائب الرئيس، للحصول على موافقته من عدمه. اعتكف ميزوجتشي نحو تسعة أشهر، لإعداد عرض متكامل يشتمل على خصائص هذا الكمبيوتر وطريقة صنعه وتسويقه مع ميزانية مبدئية لتكاليف إنتاجه. قدم ميزوجتشي العرض لنائب الرئيس وعدد من رؤسائه. كان العرض طويلا جدا ومملا استغرق ما يقارب أربع ساعات. شعر بعض المسؤولين بالتثاؤب أثناءه، والأسوأ من ذلك أن نائب الرئيس رفض العرض تماما. قال لميزوجتشي: "إذا لم نشعر نحن بالإثارة تجاه كمبيوترك فكيف بالزبائن. الفكرة غير مجدية". انتهى العرض وانتهى مستقبل ميزوجتشي في الشركة. تراجعت أسهمه في الإدارة كثيرا. أصبح لقبه بين زملائه في الشركة "النائم" دلالة على أسلوبه في العرض الخالي من الحماسة وطريقته البطيئة في العمل. أحس ميزوجتشي بالإحباط. حاول أن ينتحر أكثر من مرة ولكن حتى الانتحار لم يستطع أن ينهيه بالشكل السليم ككل أفكاره. ينقذه منه شخص كل مرة. مرة زوجته ومرات عديدة رفاقه في العمل. يفتقر ميزوجتشي إلى اللمسة الأخيرة الحاسمة. زاد ألم ميزوجتشي حينما شرعت الشركات المنافسة بعد سنوات من فكرته إلى المبادرة فعليا في إنتاج جهاز مماثل. حينها شعرت "توشيبا" بأهمية فكرة مهندسها التي تسببت في نعته بالنائم وإحباطه لعدة سنوات. عينته عام 1990 نائبا للرئيس تكفيرا عن ذنبها وكي ينفذ الفكرة التي تبناها مبكرا. لكن ميزوجتشي لم يعد ذلك الشاب المتحمس للفكرة. ظل في المنصب شهورا قليلة وغادره دون أن يحرز إنجازا يذكر. الهجمة التي تهدرها لا يمكن أن تكملها بعد سنوات. إذا لم تنهها جيدا في وقتها فإنك أضعتها. بيننا عدد لا بأس به من المبدعين الذين يمتلكون أفكارا رائعة لكنهم يخفقون في ترجمتها إلى أهداف تذكر وتستذكر. الفكرة كالهجمة إذا لم تنهها جيدا لن تفوز بها. فكما تتطلب إتقانا في نشأتها تحتاج إلى إتقان في إنهائها. من يعرف ميزوجتشي اليوم صاحب تلك الفكرة الذكية؟ القليل جدا. اعتنوا بأفكاركم. اهتموا باللمسة الأخيرة فالتاريخ يتذكر الهدافين جيدا.