بدأ العديد من الأحزاب والقوى السياسية في مصر استخدام الوفود الشعبية الدبلوماسية لعرض حقيقة الأوضاع التي تشهدها مصر منذ أحداث 30 يونيو الماضي، حيث شهدت الفترة الماضية القيام بزيارات إلى الولايات المتحدة الأميركية وبعض الدول الأوروبية للتعريف بحقيقة ما يجري بمصر. وقال المتحدث باسم "حزب المصريين الأحرار" شهاب وجيه إن عضو المكتب السياسي للحزب نجيب أبادير سافر أمس إلى فرنسا في زيارة يلتقي خلالها عدداً من البرلمانيين الفرنسيين عبر لقاءات تنظمها الجاليات المصرية بباريس، وذلك لتوضيح حقيقة الأحداث في مصر، والتأكيد على أن ما حدث ثورة وليس انقلاباً عسكرياً. وأضاف في تصريحات إلى "الوطن" "الزيارة تأتي استكمالاً لما قام به نجيب ساويرس والدكتورة منى ذو الفقار، اللذان زارا بروكسل على مدار اليومين الماضيين، حيث أجريا عدة زيارات كان أهمها مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاترين آشتون". من جانبه قال عضو الهيئة العليا للحزب المصري الديمقراطي أيمن أبو العلا إن الهدف من تلك الزيارات الخارجية التي تقوم بها الأحزاب إلى العديد من دول العالم هو توضيح الأحداث في مصر، والتأكيد على أن 30 من يونيو جاءت لتصحيح الأوضاع بعد ثورة 25 يناير، وأن بعض الدول التي وصلتها صورة مغايرة لما حدث بدأت في تدارك الأمور وتغيير رؤيتها، وكان للوفد الشعبي الذي زار الولايات المتحدة الأميركية مؤخراً دور بارز في توضيح تلك الصورة، خاصة بعدما قاد رئيس الحزب محمد أبو الغار مسيرة للمصريين في واشنطن، تعبيراً عن الرفض الشعبي المصري لانحياز الرئيس باراك أوباما لجماعة الإخوان. وأضاف "الصورة اتضحت للشعب الأميركي، وتلك الزيارات أثمرت جيداً من خلال القوى السياسية والشعبية بعيداً عن الزيارات الرسمية والبروتوكولية، كما أنها عكست رغبة جموع المصريين بدول العالم في العمل كسفراء لبلادهم لعرض الأحداث التي شهدتها مصر، وتوضيح حجم الإرهاب الذي يهدد الشعب المصري من بعض القوى السياسية، والتأكيد على أن ما حدث ثورة شعبية للمصريين الذين رفضوا بكل وضوح النظام السابق". بدوره قال سكرتير حزب "المصريين الأحرار" الدكتور محمود العلايلي إن الزيارات الخارجية للدبلوماسية الشعبية استطاعت أن تغير من وجهة نظر العالم تجاه الأحداث في مصر، لافتاً إلى أنه في بداية ثورة 30 يونيو كانت النظرة للأحداث إعلامية فقط، وليست حقيقية عن الأحداث في مصر، أما الآن فإن زيارات المسؤولين المصريين ورؤساء الأحزاب استطاعت أن تغير نظرة العالم تجاه ما يحدث. وكان رئيس حزب "الوفد" الدكتور السيد البدوي قد غادر القاهرة على رأس وفد شعبي ضم مساعده اللواء سفير نور، للقاء الرئيس السوداني عمر البشير، ونائب رئيس حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان الدكتور نافع علي نافع، ومستشار الرئيس الدكتور مصطفى إسماعيل، بهدف توضيح حقيقة الأحداث الراهنة في مصر. بدوره، قال القيادي بجبهة الإنقاذ الدكتور أحمد دراج في تصريحات إلى "الوطن" إن "فكرة الدبلوماسية الشعبية تعتبر أحد مكتسبات ثورة 25 يناير؛ حيث تقوم على تكاتف القـوى السياسية والحزبية غير الرسمية، وتحاول التواصل إلى حلول في القضايا التي تفشل فيها بعض مؤسسات الدولة، وأضاف "الدبلوماسية الشعبية تتمتع بأهمية كبيرة، لكنها لا يمكن أن تكون بديلاً عن وزارة الخارجية، حيث إن أعمال الخارجية تتصف بالصبغـة الرسمية وتعبر عن توجه الدولة، ولا يمكن أن تكون هناك آراء مختلفة بداخلها، على عكس الدبلوماسية الشعبية التي تقوم على المبادرات، كمـا حدث وذهـب وفد من السياسيين وشبـاب الثورة إلى إثيوبيا للوصول إلى حلول حول سد النهضة، وقام الإخوان بتقويض دور الوفود الشعبيـة، وفي النهاية وصلنـا إلى ما نحن فيه".