×
محافظة المنطقة الشرقية

ضبط شخصين بحوزتهما 3 كجم حشيش بالخرج

صورة الخبر

ضجة في بريطانيا وجدل حاد يتخطى حدود الاقتصاد إلى السياسة، وتلاسن في مجلس العموم بين إد ميلباند زعيم المعارضة من حزب العمال وديفيد كاميرون رئيس الوزراء زعيم حزب المحافظين، والسبب في عرض شركة فايزر الأمريكية للصناعات الدوائية لشراء منافستها شركة الدواء البريطانية – السويدية أسترا زينيكا. وشن إد ميلباند داخل أروقة مجلس العموم هجوما لاذعا على رئيس الوزراء البريطاني متهما إياه بأنه يلعب دور مسؤول علاقات عامة في هذه الصفقة، وأنه يجري مفاوضات بشأنها من وراء مجلس إدارة شركة زينيكا، وهو اتهام خطير حاول كاميرون تمالك نفسه حياله مؤكدا سعيه للحصول على ضمانات أكبر من الشركة الأمريكية لإتمام الصفقة. الصفقة التي أثارت كل هذا اللغط تدخل بكل المعايير ضمن ما يعرف بصفقات القرن، فالمبلغ المعروض من الجانب الأمريكي للاستحواذ على الشركة البريطانية – السويدية يبلغ 106 مليارات دولار. والصفقة تتم بين عملاقين من عمالقة صناعة الدواء، فأسترا زينيكا تحتل المرتبة الثانية بين شركات الدواء البريطانية والثامنة على مستوى العالم من حيث العائد إذ حققت العام الماضي 26 مليار دولار، بينما تمتلك فايزر أكبر قاعدة علمية بحثية في العالم في مجال الأبحاث الدوائية، وتعد الثانية على مستوى العالم من حيث العائد أيضا إذ حققت 52 مليار دولار في العام الماضي. ومع هذا فإن الرافضين للصفقة يحركهم خوفهم مما يمكن أن تؤول إليه الصناعة الدوائية البريطانية إذا استحوذت فايزر على منافستها البريطانية - السويدية. فأسترا زينيكا تعد أحد النماذج الرائدة في بريطانيا ورمزا من رموز صناعة الدواء في العالم تفتخر به المملكة المتحدة، ولهذا ترى المعارضة البريطانية أن سيطرة الأمريكيين عليها ستدمر القاعدة العلمية البحثية البريطانية في مجال حيوي كصناعة الأدوية، وخاصة أن فايزر عرفت دائما بأن كل عملية استحواذ تقوم بها يتبعها دائما تقليص عدد العاملين وينصب هذا على العلماء والباحثين للشركة التي يتم إدماجها. ويقول الدكتور ديفيد بار أستاذ مناهج البحث في جامعة ساري لـ "الاقتصادية"، إن عملية الطرد وتقليص عدد الباحثين التي اعتادت أن تقوم بها شركة فايزر في عمليات الدمج لا يعود لأسباب اقتصادية فقط، وإنما للشركة نهج بحثي خاص بها في مجال الأدوية، ولديها خشية دائمة من أن يؤدي إدخال منهاج بحثية أخرى إليها إلى عملية استنزاف للموارد، وإلى تضارب بين النهج الذي يعتمد عليه الباحثون الأمريكيون، وما يتبناه الباحثون من المنظومات العلمية الأخرى، ويدفع هذا لندن إلى التحسب من أن عملية استحواذ فايزر على زينيكا سيأتي على حساب العلماء البريطانيين، مضيفاً أن دمج شركتين بهذا الحجم وبهذا التخصص أكبر كثيرا من كونها عملية حسابات مالية أو إدارية. هذه المخاوف تحديدا هي ما دفعت بإيان ريد رئيس مجلس إدارة الشركة الأمريكية للتعهد بعدم خفض أو تقليص أعداد الباحثين والعلماء البريطانيين لمدة 5 سنوات من تاريخ الاستحواذ، وأن يكون 20 في المائة من القوة البحثية للشركة متواجدة في بريطانيا دائما، مؤكدا أن السبب الحقيقي لعرض الشراء هو القاعدة العلمية لزينيكا باعتبارها قوة الدفع لأحداث نقلة نوعية في صناعة الدواء في العالم إذا ما تمت الصفقة. وإذ تظل الصفقة محل جدل فإن رئيسا الشركتين سيقفان أمام لجنة من أعضاء البرلمان البريطاني منتصف الشهر الحالي لإيضاح دوافعهما ورؤيتهما لعملية الشراء والبيع، إلا أن باسكال سوريوت رئيس مجلس إدارة شركة زينيكا استبق الاجتماع بالإعلان عن معارضته للبيع، لكنه ترك الباب مفتوحا لمزيد من المفاوضات إذا ما أعادت فايزر النظر في قيمة العرض المادي المطروح للاستحواذ على شركته. واعتبر البعض أن تصريحات باسكال مؤشرا على أن العنصر الحاسم في إتمام الصفقة هو قيمتها المادية والعائد الذي سيعود على حاملي الأسهم، وهو ما جعل المتابعين لهذا الملف يرجحون أن تقوم فايزر برفع قيمة الصفقة في وقت لاحق، وتعتمد تلك التكهنات على أن المبلغ المعروض حاليا 106 مليارات دولار لا يعبر عن القيمة الحقيقية لزينيكا فمقارنة بسيطة بين الشركتين في مجال الإنفاق على الأبحاث يكشف عن تفوق الشركة البريطانية - السويدية على نظيرتها الأمريكية، فبينما أنفقت زينيكا 9.6 مليار دولار على الأبحاث لإنتاج أنواع جديدة من الأدوية العام الماضي، لم يتخط إنفاق الشركة الأمريكية 7.8 مليار دولار. ومع هذا فإن بعض الخبراء البريطانيين يعتبرون أن الأمر لا يجب أن يقف عند حدود قضية التوظيف بل يجب أن يأخذ في عين الاعتبار تأثير عملية الدمج على مجمل صناعة الدواء البريطانية. ويشير الدكتور هنري هاسكن أستاذ إدارة الشركات في مدرسة لندن للأعمال لـ "الاقتصادية" ، إلى أن المشكلة تكمن في صناعة الدواء ذاتها فتلك صناعة حيوية ومكلفة للغاية، فرابطة صناعة الدواء البريطانية تقدر أن إنشاء شركة دواء في بريطانيا يكلف 1.2 مليار جنيه استرليني، ويتطلب 12 سنة حتى تفلح الشركة في إنتاج دواء جديد، وهذا يعني أنه لسنوات طويلة ستكون هناك محدودية في عدد شركات الدواء البريطانية ذات الصبغة العالمية. ومع هذا فإن شركة فايزر تعمل على اللعب على وتر آخر يتجاوز الهم الاقتصادي البريطاني إلى تأثير عملية الاستحواذ على مصير صناعة الدواء في العالم، فقد صرح مايكل دولوستن رئيس قسم الأبحاث والتطوير في فايزر قائلا إن للشركتين مناطق اهتمام مشتركة مثل الأورام وأدوية الالتهابات، وهناك فرص كبيرة للعلم إذا تمت الصفقة، مضيفاً أن الشركتين لديهما أدوية تكميلية لسرطان الرئة، وإذا كان لدينا هذه المجموعة من الأدوية فيمكن أن يكون لدينا طموح لتوفير نتائج أفضل بكثير بالنسبة للمرضى، ويمكن للعمل المشترك بين الباحثين في الشركتين إنتاج أدوية خلال شهور وربما أسابيع. لكن اللعب على وتر الإنجاز العلمي المشترك وما يمكن أن يحققه ذلك من فائدة للمرضى لم يجد آذاناً صاغية لدى العلماء البريطانيين، إذ يؤكد الدكتور إس. دبيلو. ريبنسون نائب رئيس قسم الأبحاث في شركة زينيكا وأحد المعارضين للصفقة لـ "الاقتصادية"، بأن شركة فايزر أحد أكبر الشركات الدولية في مجال الدواء، ودواء هوميرا لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي كان الدواء الأكثر مبيعا في العالم العام الماضي، وبلغت قيمة مبيعاته نحو 10 مليارات دولار على مستوى العالم، لكن زينيكا أيضا لا يستهان بها فنحو 70 في المائة من أدويتنا طورت هنا في بريطانيا على يد علماء بريطانيين ولدينا القدرة على أن نقف على قدمينا دون مساعدة، بل أتخوف من أن يؤدي دمج الأبحاث والتطوير في الشركتين لتعطيل كبير لما تم إنجازه لدى الطرفين. ومع هذا فإن البعض يعتقد أن جورج أوزبورن وزير المالية والرجل القوى في الحكومة البريطانية يرحب بالصفقة، وإن كان يريد الحصول على مزيد من الضمانات من الجانب الأمريكي فقد صرح لوسائل الإعلام البريطانية قائلا "لقد استفدنا بشكل كبير من مجيء الشركات الأجنبية لبريطانيا، فشركات مثل تاتا الهندية غيرت من مصير صناعة السيارات، وشركة نيسان طورت صناعة السيارات أيضا في شمال شرق إنجلترا، بل إن شركة زينيكا نفسها ورغم أنها شركة بريطانية نمت بفضل شراء شركات أجنبية أخرى. وتدفع تصريحات أوزبورن بالعديد من الاقتصاديين في المملكة المتحدة إلى الرهان على إمكانية نجاح الصفقة، إذا قامت فايزر الأمريكية برفع قيمتها، ومنحت الجانب البريطاني التطمينات المطلوبة للحفاظ على وظائف العلماء والباحثين في زينيكا، لتتجاوز الصفقة بذلك الأهمية الاقتصادية وتحدث تغييراً جذرياً في صناعة الدواء العالمية.