ـ يقول الأطباء إن الإبل هي ناقل رئيس لفيروس كورونا، وتقول تقارير أخرى إن المرض في جهازها التنفسي المقدس، ولذلك تحذر وزارة الزراعة من مخالطتها دون أخذ الحيطة والحذر خوفاً من انتقال العدوى، ووزارة الصحة تحذر أيضاً، وكذلك الجن والعفاريت يتسابقون إلى التحذير ولا فائدة.. ـ يبادر المربون فيردون بطريقتهم على هذه التحذيرات، ويطبعون قبلات ساخنة على براطم إبلهم لكي يؤكدوا أن هذا العشق الجنوني لا يمكن أن توقفه مزاعم إصابتها بالفيروس؛ هم يقولون إن تلك مزاعم لأن هذا الكائن المقدس لا يُصاب بالمرض عندهم، ولا تأتيه الحمى والجرب من بين يديه ولا من خلفه.. اللهم امنحنا عقلاً يارب. ـ رسائل الجهل الضمنية التي يُرسلها هؤلاء لا تعترف بالطب، ولا بما يقرره أي مختبر في العالم؛ الإبل تُشكل ردودهم ومشاعرهم على مزاجها العالي، وتأخذهم معها بدلاً من حدوث العكس.. لم أعد أدري عن أي ناقة أتحدث ولا ما هو الفرق بين بعض المربين وبين السنام والبرطم والخف.. كل شيء متشابه في غياب العقل، وعدم تقدير المخاطر أو تصورها!! ـ ثقافة «البعارين» تكاد أن تجتاحنا جميعاً، وها هو فيروس كورونا يضرب الناس والمستشفيات ولا أحد يجرؤ أن يقول الحقيقة لعشاق الإبل، أو على الأقل أن يقنعهم أن ثمة مشكلة حقيقية في الاختلاط معها وتقبيلها على براطمها!! ـ في هذه الأيام التاريخية لا أملك إلا أن أدعو الله ألا يكون حتفنا من أجل عيون ناقة فهي لا تستحق لأنها ببساطة حيوان أعجم يركب ويؤكل ولا شيء آخر؛ إلا حينما يغيب العقل، ويصدح «الهياط».. آخر العلاج الكي؛ فمن يتبرع بكي رؤوس هؤلاء لعلهم يهتدون، ويعودون إلى رشدهم؟!!