لم يجدوا غير جدار الإعلام الرياضي ليعلقوا عليه شماعة الإخفاق، وكأن هذا الإعلام ورجاله هم من اختار توليفة "الأخضر"، أو كأنه هو من وضع خطة اللعب امام العراق في المباراة الكوارثية، أو لكأن هذا الإعلام بمنسوبيه المحترمين هم من جعل اللاعبين يتقاذفون شارة "الكابتينة" في مشهد وصفه مدربنا الوطني القدير خليل الزياني بغير المسؤول. ما حدث في مباراة المنتخب أمام العراق كان مخزياً بكل المقاييس، من تخبط المدرب إلى غياب اللاعبين عن مستواهم المعروف، وصولاً إلى الروح الانهزامية التي طغت على أداء اللاعبين، وهذه المحطات الثلاث لا يمكن أن يكون للإعلام الرياضي دور في ذلك ويعرف هذا الأمر الراسخون في علم الإعلام الرياضي. نعم هناك من ينتسب للإعلام الرياضي وهو بريء من احتقانهم، وبريء من اسقاطاتهم، وبريء كذلك من تصفية حساباتهم، وليس كل لاعب اعتزل اللعب يمكنه أن تفتح له الأبواب ليبدأ مرحلة التقليل من زملائه السابقين أو ينتقد يدفعه بذلك عامل الغيرة، وهذا ما نشاهده في القنوات الخليجية التي فتحت أبوابها لثلة من يسمون أنفسهم بالنقاد الرياضيين أو بالإعلاميين القافزين من النوافذ، وأعطتهم الحرية كاملة للانتقاص من مواطنيهم بشكل فاضح. للأسف هذه القنوات لم تجد من يثير الرأي العام سوى ابناء جلدتنا والهدف هو ليس الانتقاد الحقيقي الذي يهدف إلى التصحيح ولكن الهدف الأخير هو جلب الأضواء الزائفة على طريقة أنا الناقد الأول حتى ولو كان لا يملك أدوات النقد الإعلامي. في كل ليلة يسهر أبناء الخليج على غثاء بعض مدعي النقد، وهم يقدمون لنا وجبة منتهية الصلاحية تفوح منها رائحة التعصب والتقليل من الآخرين، حتى أصبحنا نشاهد مسرحيات هزلية غير بناءة ابطالها سعوديون، ومع ان البطولة لسبعة منتخبات خليجية إلا أن مشاهد الفكاهة لا تصدر إلا عن سعوديين. وبكل أسف تجد هؤلاء هم البضاعة التي يبحث عنها معدو البرامج الخليجية، الأمل موجود بأن يتبدل الحال ويبقى الناقد السعودي مثالاً في الأخلاق الرياضية وألا يكون مكان سخرية من تتعاقد معه أولًا ثم الجماهير. ومع كل هذه الصورة القاتمة يبرز في آخر النفق المظلم نماذج ممتازة تقدم صورة حقيقية للرياضي السعودي من أمثال خليل الزياني وماجد عبدالله وسامي الجابر وخالد الشنيف ونواف التمياط ومحيسن الجمعان.