استشهد ثلاثة شبان من مخيم قلنديا شمال القدس المحتلة وأصيب 15 آخرون على الاقل في مجزرة ارتكبها عناصر الوحدات الخاصة في جيش الاحتلال "المستعربين" خلال تسللهم الى عمق المخيم لاعتقال أحد الأسرى المحررين فجر أمس. وذكرت مصادر فلسطينية وشهود عيان في مخيم قلنديا ان مجموعة كبيرة من الشبان تمكنت من محاصرة قوة من "المستعربين" تسللت فجر الإثنين في احد ازقة المخيم، فرد عناصر هذه القوة باطلاق كثيف وجنوني للرصاص الحي وبهدف القتل ما ادى الى استشهاد شابين على الفور، فيما استشهد ثالث متأثرا بجراحه البالغة بعد نقله الى المستشفى. واصيب في الجريمة 15 مواطنا على الاقل بالرصاص الحي، ووصفت حالة ستة منهم بالخطرة. والشهداء هم روبين زايد (32 عاما) وهو أسير محرر، ويونس جهاد جحجوح ( 22 عاما)، وجهاد اصلان (20 عاما)، فيما عرف من بين الجرحى كل من: محمد عبد بدران، ولؤي عصفور، ومحمد مطير، وعبده مطير، والفتى علي عدوي، وسامر المنصور. واشارت المصادر الى ان قوة من عناصر القتل الخاصة "المستعربين" تسللت الى المخيم فجراً بسيارتين مدنيتين قبل ان تقتحم منزل الاسير المحرر عمر الخطيب وتعتقله. وعند انكشاف امرها تنادى الشبان وتصدوا لها وحاصروها في محاولة لتحرير المعتقل الخطيب الذي امضى عشر سنوات في سجون الاحتلال واطلق سراحه قبل نحو شهر، غير ان هذه القوات ردت بإطلاق نار كثيف ما اسفر هذا العدد الكبير من الاصابات معظمهم في الجزء العلوي من الجسم والعديد منهم أصيب بعدة عيارات نارية. واثر ذلك اجتاحت قوة عسكرية كبيرة من جيش الاحتلال المخيم وتمكنت من اخراج عناصر الوحدات الخاصة، فيما تصدى لها الشبان في مواجهات هي الأعنف منذ سنوات، وقد سادت المخيم أجواء من التوتر الشديد حيث اغلقت الطرقات بالحجارة، وتجمع الشبان على مختلف المحاور، فيما زج جيش الاحتلال بتعزيزات كبيرة في محيط المخيم والحيلولة دون اقتحام المواطنين منطقة "المعبر" الذي يغلق المدخل الشمالي للقدس، عقب تشييع جثامين الشهداء. ودان المتحدث الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة الجريمة معتبراً ان سلسلة الجرائم الإسرائيلية واستمرار عطاءات الاستيطان تشكل رسالة واضحة لحقيقة النوايا الإسرائيلية تجاه عملية السلام. وطالب الإدارة الأميركية بالتدخل لمنع انهيار جهود السلام. وحمل رئيس الحكومة في رام الله رامي الحمد الله رئيس الوزراء الاسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان، مؤكدا على أن مثل هذ الجرائم تستوجب تدخلا عاجلا وفعالا من المجتمع الدولي لإلزام إسرائيل بوقف انتهاكاتها المستمرة وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني. كما دانت حركة "حماس" في بيان لها الجريمة الاسرائيلية في مخيم قلنديا واعتبرتها "إرهاباً صهيونياً جديداً يضاف إلى جرائمه المتواصلة ضد الأرض والشعب الفلسطيني. وأعلن مسؤول فلسطيني عن إلغاء جلسة المفاوضات بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني التي كان من المقرر عقدها أمس الإثنين في اريحا احتجاجاً على الجريمة الاسرائيلية. وقال المسؤول "تم الغاء الاجتماع الذي كان مقررا عقده في اريحا الساعة الواحدة ظهرا بسبب الجريمة الاسرائيلية التي ارتكبت في قلنديا ومواصلة العطاءات الاستيطانية".