×
محافظة المنطقة الشرقية

العيبان: خادم الحرمين جعل همه «الإنسان».. وأصدر قوانين خاصة بالعاقين بوالديهم

صورة الخبر

هل يستطيع العرب حلّ قضاياهم بأسلوب الحوار، أو التصويت أو أي خيار آخر دون تدخل خارجي يأتي إما بالضغط لصالحه أولاً، أو بطرق أخرى كالاحتلال أو افتعال مشكل ما؟ وهل بقدرة هذه الأمة أن تخرج من عقابها لنفسها إلى ما يعد أولويات في العلاقات الدولية كتغليب المصلحة الكلية على الجزئية، والخروج من وهم بسط النفوذ على دولة جارة، والتآمر ضدها بذات الأساليب التي اعتدنا عليها في حروبنا مع بعضنا في الإذاعات ثم الفضائيات، وأخيراً دعم المتطرفين كسلاح أخير لتفتيت أي دولة؟ فشل العرب في حروبهم مع إسرائيل من أجل حلم حق العودة، وعجزوا عن لملمة شتات حماس مع فتح، ولأن القضية خرجت من المزايدات ورفع الشعارات باسمها، فمقتضيات الأحداث حوّلتها إلى شأن ثانوي أو رابع وسط هموم أكبر. سورية، كغيرها ملعب كبير تُصفى فيه حسابات دولية وإقليمية وعربية ثم داخلية، وأثبت أن عمر هذه الدولة ما بعد حصولها على الاستقلال، أضعف من أن تبق دولة وبلداً متحدين، وليس الذنب شعبياً حين نعلم أنه مجتمع قاوم جميع أصناف الاحتلال، وآوى فلسطينيين ولبنانيين وعراقيين أثناء محنتهم، وهو البلد الوحيد الذي يدخله كل العرب دون أي عقبات، لكنه أول من فجر الانقلابات وتقاتل باسم الأحزاب، ثم كانت النكبة ببروز عائلة الأسد حكاماً تسلحوا بمخلفات طروحات البعث في الوحدة العربية الشاملة، ومقاومة إسرائيل، وبعث الرسالة الخالدة، غير أن ما كان يدار في الخفاء أمر مختلف تماما عن تلك الشعارات. فالطائفية بدأت بتصفية كل الطوائف من الجيش، والإبقاء على طائفة واحدة وتزامن ذلك مع أجهزة الأمن والاستخبارات، وإعلان الحلف المستتر مع نظام الخميني ودعمه عسكرياً واستخباراتياً في حربه مع العراق، واتضحت الصورة أكثر بإنشاء ودعم حزب الله واكتمل المربع بتحالف العراق، سورية، إيران، حزب الله، وأمام تفريغ سورية من وجود كيان لها ثابت، انفجرت الثورة بأسلحة الرفض السلمي للنظام ولكنها عوقبت بتلاحم إيراني- روسي، والخاتمة ضبابية حيث الكل يحارب ولا يعرف من المنتصر. هنا نعود لأمة العرب الكبرى، هل بمقدور زعاماتها وساستها حلّ الوضع السوري سياسياً لا عسكرياً، لأنهم لا يملكون السلاح القومي الموحد للتدخل؟ وكيف يتم سيناريو الحل، وهناك من يحارب من أجل النظام أو يدعمه من دول مثل العراق، وتمانع أخرى مثل الجزائر، أو تبقى على الحياد كدول المغرب العربي، أو السودان التي تبني قواعد عسكرية داخل أراضيها لمصلحة إيران، أم تترك الأمور وشؤونها للقدر وحلول إما تفرض بأساليب مختارة، أو تبقى ضمن لعبة أممية كلّ يستنزف الآخر بأسلوبه؟ وبدون تحفظ فالواقع يقول: لقد سقط مفهوم الأمة الواحدة لأنه بدأ عاطفياً يريد أن يكون «الدين لله والوطن للجميع»، ولكن هذه الصيغة رغم تكامل شروطها في العوامل الجامعة لها في اللغة والجغرافيا، والتراث الواحد، إلا أن دعاة تلك الصيغة هم من حملوا لواء الطائفية، واستعادوا سيرتها من الأندلس في عودة حكومات الطوائف، ولذلك يستحيل أن يأتي حل عربي لمشكل داخلي إذا كانت الطائفية هي مستقبل هذه البلدان.