انتقد مسؤولون سودانيون طريقة تعامل مصر مع أزمة سد النهضة الإثيوبي، ووصفوا تعاطي الإعلام المصري مع هذه الأزمة بـ «المنهج التهريجي»، الذي يلعب دوراً سلبياً في العلاقة بين الخرطوم والقاهرة. واعتبروا أن ما تمر به علاقات السودان مع دول خليجية «سحابة صيف» وليست أزمة. وقال وزير الخارجية السوداني علي كرتي، إن السودان يعتبر القطر الأكثر ضرراً إذا ما تم بناء سد النهضة من دون دراسات تثبت سلامته البيئية أو جدواه الاقتصادية للدول الثلاث (مصر والسودان وأثيوبيا). وأكد كرتي أن السودان كوّن لجنة وطنبية لدرس كل جوانب السد بعد أن شعر بتراخٍ لدى الأطراف الأخرى في هذا المجال. ووصف العلاقات السودانية المصرية بالجيدة، مؤكداً أن السودان رفض التدخل في الأزمة المصرية باعتبارها شأناً داخلياً، واحتراماً لإرادة الشعب المصري وسعيه للتغيير. من جهة أخرى، أكد مساعد الرئيس السوداني إبراهيم غندور، أن السودان يتمتع بعلاقات جيدة مع كل من مصر والسعودية ودول الخليج، مشيراً إلى أن «البعض يحاول تعكير صفو هذه العلاقات»، متهماً إعلاميين مصريين بلعب دور سلبي في علاقة القاهرة بالخرطوم. وأقر بتوتر العلاقات السودانية المصرية في حقبة التسعينيات، في إشارة لمحاولة اغتيال الرئيس المصري المعزول حسني مبارك في أديس أبابا. وأفاد غندور أن الشعب السوداني ذكي ومتسامح ولا ينسى محاولات احتقاره، ولن ينسى بعض المقولات التي يرمي بها بعض السياسيين بحق السودان. وزاد: «علاقاتنا بالخليج طبيعية وعلينا ألا ننزعج مما يُكتب أو يُقال من قبل البعض في هذا الاتجاه»، وما حدث «سحابة صيف» انقشعت وعادت الأوضاع إلى طبيعتها. إلى ذلك، رأى غندور أن ارتباطات «الحركة الشعبية» مع متمردي دارفور في «الجبهة الثورية» وتحالفها مع قوى داخلية يعرقل التوصل إلى اتفاق سلام في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. وأضاف أنه سيجري مشاورات مع زعيمي حزب الأمة الصادق المهدي والمؤتمر الشعبي حسن الترابي بشأن تسوية الأوضاع في المنطقتين. وعن بطء الحوار الوطني، قال إن عدم اتفاق قوى المعارضة على تحديد ممثليهم في لجنة الحوار عطل انطلاقه، مقللاً من أهمية شروط تحالف المعارضة لتهيئة المناخ، التي رأى أنها تعكس رفضاً مبطناً للحوار. على صعيد آخر، نفى الناطق باسم الجيش السوداني العقيد الصوارمي خالد سعد، ما يُشاع عن علاقات عسكرية تربط السودان بإيران، أو وجود خبراء عسكريين إيرانيين وأجهزة استخبارات إيرانية تعمل على الأراضي السودانية، مؤكداً أن العلاقات بين الخرطوم وطهران عادية، وأنه من حق بلاده أن تقيم علاقات مع أي دولة.