سبق- الرياض: أوضح استشاري الطب النفسي وطب المواد المحظورة الأستاذ بجامعة الباحة، الدكتور محيي بن عبدالله القرني، أن مشكلة الإدمان أصبحت مؤرقة وتُكلف الدولة سنويًا مليارات الريالات في برامج علاجية دوائية وتأهيلية للمرضى، خلاف ما يترتب على ذلك من مشاكل أمنية واجتماعية. وذكر القرني أنه من خلال دراسة علمية بحثية أجراها على عينة عشوائية، ضمت أكثر من 300 مريض ومراجع لمستشفى الصحة النفسية بالباحة، واستمرت لمدة عام كامل، تبيّن أن نسبة الإدمان على المواد المحظورة بلغت ما يقارب 21 % من هؤلاء المرضى، وأن أكثر المدمنين في سن الشباب، من فئة الذكور، وأكثر من 70 % من هؤلاء عاطلون عن العمل وغير متزوجين، أو مطلقون، ومعظمهم يحملون مؤهلات علمية ودراسية متدنية. وبيَّن الدكتور القرني خلال محاضره ألقاها لطلاب كلية الطب بجامعة الباحة أن هذه الدراسة أثبتت أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين سوء استخدام المواد المحظورة والإصابة بالاضطرابات النفسية المختلفة بوصفها أمراضاً مصاحبة (COMORBIDITY). وكشفت هذه الدراسة التي تُعتبر أول دراسة بحثية في المنطقة أن غالبية الحالات، التي شكلت ما نسبته 31 %، حضرت بأعراض ذهانية (هلاوس وضلالات في وقت ما)، وأن الأعراض الاكتئابية من حزن واعتلال بالمزاج وفقدان الدافعية واضطرابات النوم والأفكار الانتحارية حلت في المرتبة الثانية بما نسبته تقريبًا 17 %، بينما أعراض اضطراب القلق العام أتت في المرتبة الثالثة بما يعادل 13 %. وأردف الدكتور القرني في هذا البحث بأن أكثر المواد شيوعاً، بوصفها مواد إدمانية بين فئة الشباب، كانت مادة الأمفيتامين أو ما تسمى عند العامة بـالكبتاجون أو الأبيض، يليها مادة القنب الحشيش، وبعدها جاءت المطمئنات الصغرى والبنزودايزبين. وخلصت الدراسة إلى أن أكثر المدمنين سبق أن تم إيقافهم بواسطة الشرطة لارتكابهم بعض الأعمال الجنائية، كالسرقات وانتهاك القوانين والأنظمة والتعدي على حقوق الناس. وأوضح الباحث أن حكومتنا الرشيدة بذلت قصارى جهدها، وسخرت طاقاتها لعلاج وتأهيل هؤلاء المرضى عن طريق افتتاح واعتماد مستشفيات متخصصة في مجال علاج الإدمان والتأهيل النفسي. ودعا الأسر إلى متابعة أبنائها ومراقبة سلوكياتهم وإرشادهم بالابتعاد عن رفقاء السوء خوفًا من الانزلاق في هذا المستنقع وفي براثن هذه الآفة المدمرة الخطيرة، وخصوصاً هذه الأيام ومع قرب موعد الاختبارات التي يكثر عادةً فيها الترويج والتسويق الوهمي عن طريق ضعاف النفوس لمثل هذه المواد السامة.