وجه صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة، بتشكيل لجنة عاجلة لحصر الأضرار الناتجة عن الأمطار التي شهدتها العاصمة المقدسة مساء أمس الأول الخميس، مشددا سموه على حرص خادم الحرمين الشريفين على سلامة وحماية جميع المواطنين والمقيمين وتجنيبهم كل سوء لا قدر الله. جاء ذلك خلال الاجتماع العاجل الذي عقده سموه مع مسؤولين في هيئة تطوير مكة المكرمة والجهات الأمنية، لبحث ومناقشة تطورات السيول والأمطار التي شهدتها مكة، وإجراءات الجهات المعنية حيال ذلك ورصد السلبيات وكيفية معالجتها. واستمع سموه في بداية الاجتماع إلى تقارير مفصلة حول تداعيات السيول والأمطار وآثارها وجهود الجهات المعنية التي قدمت للتخفيف من تبعاتها والإجراءات الاحترازية التي يجب أن يتم اتخاذها في مثل هذه الظروف. وشدد سموه على ضرورة تكاتف الجميع والتنسيق المتبادل بين كافة القطاعات ومضاعفة الجهود من أجل العمل على حماية الأرواح والممتلكات وتقديم العون والمساعدة للمتضررين جراء السيول تنفيذا لتوجيهات القيادة الرشيدة التي تحرص كل الحرص على أمن وسلامة المواطنين والمقيمين في هذا البلد الكريم. وفي نهاية الاجتماع وجه سمو أمير منطقة مكة المكرمة بتشكيل لجنة عاجلة لحصر الاضرار الناتجة عن الامطار التي شهدتها العاصمة المقدسة أمس، كما وجه سموه بضرورة التنسيق المسبق بين الجهات المعنية كل فيما يخصه، مع ضرورة أخذ الحيطة والحذر ورفع درجات التأهب والاستعداد عند ورود إشارات تحذيرية بتوقع هطول أمطار على المنطقة، مؤكدا سموه حرص خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين وسمو ولي ولي العهد ــ حفظهم الله ــ على سلامة وحماية جميع المواطنين والمقيمين وتجنيبهم كل سوء لا قدر الله، كما أشار سموه إلى المتابعة المتواصلة من قبل صاحب السمو الملكي الامير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية لمجريات وتداعيات ما شهدته العاصمة المقدسة من أمطار غزيرة يوم أمس. من جانبه أكد المهندس أحمد عبدالله آل زيد مدير عام مشاريع السيول في أمانة العاصمة المقدسة، أن سمو أمير المنطقة وجه كافة الجهات المختصة بالعمل في وتيرة واحدة ومتسارعة وبتنسيق عالٍ لإزالة كافة الأضرار الناتجة عن الأمطار التي هطلت أمس الأول على العاصمة المقدسة. وقال المهندس آل زيد: إن المعدل السنوي للأمطار التي تهطل على مكة المكرمة تتراوح بين 80 إلى 100 ملم، مبينا أن المعدل الذي شهدته ليلة أمس كان مرتفعا جدا حيث بلغ 50 في المئة من المعدل السنوي وذلك خلال ساعتين فقط، وهي وقت هطول الأمطار أمس الأول، الأمر الذي ساهم في تأخر تصريفها عبر الشبكة. وأشار المهندس آل زيد، إلى أن كثافة الأمطار زادت في شارع الفيحاء الذي يشهد أعمالا إنشائية في أحد مشاريع وزارة النقل المتعلقة أيضا بالطريق الدائري في حي العمرة، الذي شهد أعمال قص في الجبل، مما سرع من اندفاع المياه التي ساهمت في ارتفاع منسوب المياه بجوار كوبري البحيرات، إضافة إلى المياه القادمة من الشعاب المجاورة.. وقال: إن العمل جارٍ في مشروع وزارة النقل الخاص بالطريق الدائري من البيبان إلى طريق الليث على امتداد 6 كلم، حيث توجد حفريات وردميات كبرى للمشروع المذكور، الأمر الذي أحدث مسارا جديدا للسيول، غيرت من المسار الطبيعي للمياه، مشيرا إلى توجيه أمير المنطقة خلال الاجتماع الذي يقضي بسرعة إزالة الردميات الموجودة بالموقع ورفع كافة الأضرار والمخلفات. وأضاف المهندس آل الزيد: إن الجهات المعنية باشرت رفع الردميات من الموقع بالتنسيق المباشر فيما بينها وتم التخلص من المياه المتجمعة بشكل كامل. وأكد أن أكثر من 60 في المئة من أحياء العاصمة المقدسة مغطاة بشكل كامل بشبكة تصريف المياه، في حين لاتزال الأمانة تعمل على استكمال بقية المشاريع، وذلك باهتمام ومتابعة شخصية من صاحب السمو الملكي الامير مشعل بن عبدالله أمير منطقة مكة المكرمة. وأضاف: «الأمانة تعمل على استكمال مشاريعها في الطرق الرئيسية على أربعة أقسام (شمالية وجنوبية وشرقية وغربية)، حيث بدأ العمل على مشروعي شارع الحج والأحياء الداخلية لمنع تأثير المياه المتجمعة داخل الأحياء على الطرق الرئيسية»، مؤكدا على وجود مصدات خرسانية في مواقع مختلفة، تساهم في الحد من انجراف التربة والمخلفات إلى الطرق الرئيسية، ومشددا على محدودية الأضرار التي خلفتها الأمطار والسيول التي شهدتها مكة المكرمة في موقعين فقط، فيما لم تؤثر كميات الامطار على أي من الأحياء والطرق داخل العاصمة المقدسة التي كانت الحركة فيها تشهد انسيابية كبرى.