أكثر من عشرة مدربين مروا في الولاية الأولى للأمير فهد بن خالد رئيس الأهلي، ولم ينجح أحد، السبب فيهم أم في أفراد الفريق أو في مكان آخر؟ سؤال حيّر المتابعين والمحبين وربما الكارهين. وطوال الأعوام الأربعة الماضية، كانت إدارة فهد بن خالد أنجح نظيراتها في استقطاب مدربين ذوي خبرات ومسيرات مهنية رائعة لا يوازيها سوى جيرتس في الهلال، وبرودوم في الشباب. وإذا استثنينا التشيكي ياروليم الذي أصاب نجاحا واضحا مقارنة بالبقية، مسحه بإخفاقه في الموسم التالي، فإن الحال في الأهلي تطرح العديد من الاستفهامات، ولا جواب. .. وإذا نظرت لقائمة المنتخب السعودي التي أعلنت للتو، تجد أن الأهلي يتصدر الفرق بسبعة لاعبين، وطوال ولاية فهد بن خالد لم ينقص الرقم عن خمسة لاعبين في المنتخب الأول، ويزيد دائما على ذلك في المنتخب الأولمبي، بل إن فريقنا الأولمبي الوطني ضم أكثر من سبعة لاعبين أهلاويين، ستة منهم أساسيون وبلغوا النهائي أمام العراق قبل ثلاثة أشهر. إذا لا مشكلات في المواهب، فالمعين خصب ونضّاح. .. على الجانب الإداري والمالي، يحظى الفريق الأخضر باستقرار يغبطه عليه الكثيرون، لم نسمع في الأربع الماضية تصريحا لعضو شرف أهلاوي يشق الصف الأخضر، ولم يخرج لاعب صغر أو كبر يشكو تأخر مرتبه. سألت صديقا يلعب في الأهلي: صحيح أن مرتباتكم ترصد في حساباتكم أول كل شهر؟ رد ضاحكا: نعم .. والحقيقة لا نهتم متى تودع في حساباتنا لأننا نستلم مكافآت الفوز في غرفة الملابس مباشرة بعد المباراة. وهذه ترد على أي انتقادات في الجوانب المالية والإدارية. في المدرجات، صور مؤثرة من صنوف العشق والصبر والإخلاص، محبون عاشقون يتزاحمون خلف الأهلي في كل درب، حتى ارتضوا لأنفسهم لقب المجانين، من هول عشقهم وما قادهم إليه. بعد كل هذا، تزداد الإجابة على السؤال أعلاه تعقيدا. .. قلت للاعب عربي سبق ولعب في الأهلي: أين الخلل؟ فأجاب: لاعبو الأهلي مدللون، كل شيء لديهم، وليس لديهم الهاجس القوي نحو الإنجاز. ثم تابع: لم أشاهد في حياتي لاعبين يخسرون ثم تجدهم في الباص يتحدثون ويضحكون كأن شيئا لم يكن، إلا في الأهلي. هذه شهادة للتاريخ أما الأخرى فجاءت على لسان لاعب برازيلي غادر النادي أيضا، طرحت السؤال فجاء جوابه: كان لدينا أكثر من لاعب انهزامي في الفريق يحتاجون إلى سلك كهرباء يعيدهم للطموح. أما مشجع الأهلي الذي ولد في جدة ويسكن الشارقة الإماراتية حاليا، ولم يبعده البعد عن الأهلي، سألته: أين الخلل؟ أجاب: ربما لا تصدقني، هذا الأمر محير فعلا، وهو ما جعلني أعود لقراءة تاريخ الأهلي عبر نقاشات طويلة مع مشجعين ومحبين، وخلصت إلى نتيجة واضحة، الأهلي طوال ثلاثين عاما لم يخرج من صفوفه لاعب سوبر يقود الصفوف، إنه يفتقد للملهم، مع احترامي لكل الذين مروا طوال ثلاثين عاما. وتابع: لا أحد في الأهلي يشبه نور، أو ماجد، أو الثنيان، لا أحد، لديه نجوم لكنهم كلهم مكملون فقط، كلهم على نفس الدرجة من المستوى، ويحتاجون إلى قائد ملهم. قلت له: وما الحل؟ قال: لا بد أن نشتري ما ينقصنا.